يا بنت. أنا وأصدقائي من أبناء أعيان البلدة ومثقفيها، نفضل أن نسكر من عرقي بلح كلتومة وفي بيتها الصغير في كمبوكديس، فهي امرأة أمينة صديقة، حيث أنها لا تسرقنا- كما تفعل الحبشيات وكثير من بائعات العرقي- آخذة منا ثمن عرقي لم نشربه، عندما نثمل وتلعب الخمر بعقولنا الصفراء، أو تغش العرقي بالسبرتو أو الماء أو غير ذلك من فنون السرقة. (إن...
قراءة الكل
يا بنت. أنا وأصدقائي من أبناء أعيان البلدة ومثقفيها، نفضل أن نسكر من عرقي بلح كلتومة وفي بيتها الصغير في كمبوكديس، فهي امرأة أمينة صديقة، حيث أنها لا تسرقنا- كما تفعل الحبشيات وكثير من بائعات العرقي- آخذة منا ثمن عرقي لم نشربه، عندما نثمل وتلعب الخمر بعقولنا الصفراء، أو تغش العرقي بالسبرتو أو الماء أو غير ذلك من فنون السرقة. (إنني لا أطعم أبنائي الحرام). كما أنها كانت دائمًا حافظة لأسرارنا وخبائث فضائحنا، (أنا عن نفسي عندما أسكر أفقد مع وعيي وقاري واحترامي وأصبح حيوانًا مثقفًا لا أكثر؛ فقد أتبول في ملابسي وأتقيأ على صدري، وإذا لم يحدث هذا أفشيت كل أسراري الأسرية وتحدثت عن أبي- ضابط المجلس- وقلت علانية ما يعرفه الناس عنه، وما لا يعرفونه؛ بل أفشيت ما أعرف من خططه المستقبلية في سرقة التموين والجازولين.. إلى آخر مآسي يومي وأسرتي). فكانت كلتومة- والحق يقال- تسمع باهتمام ولكنها لا تقول شيئًا، وكنا جميعنا نحترمها ونقدرها مثل أمهاتنا وبالتالي "عزيزة" كانت لنا أختًا صغرى. يا بنت.. قفي.. أمسكت بكمها القصير.. ودون أن تنظر إلي قالت بصوت مبحوح تخالطه صرخات "منتصر" الحامضة المتدفقة تباعًا، أمي.. أمي قبضوا عليها..