الإنسان كائن بشرى منذ أن يولد فهو في جماعة، وهذه الجماعة هي جماعة الأسرة ومنها يتشبع احتياجاته ومنها يتعلم الكلام والكلمات، وهي التي تحدد لغته التي سيتحدث بها، ويستمر طوال مراحل حياته في جماعات مختلفة يؤثر فيها ويتأثر بها، والإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين وهؤلاء الآخرون يتعامل معهم الإنسان من خلال الجماعات فلن يستطيع ...
قراءة الكل
الإنسان كائن بشرى منذ أن يولد فهو في جماعة، وهذه الجماعة هي جماعة الأسرة ومنها يتشبع احتياجاته ومنها يتعلم الكلام والكلمات، وهي التي تحدد لغته التي سيتحدث بها، ويستمر طوال مراحل حياته في جماعات مختلفة يؤثر فيها ويتأثر بها، والإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين وهؤلاء الآخرون يتعامل معهم الإنسان من خلال الجماعات فلن يستطيع أن يتعامل مع العالم كله أو كل الأفراد في الدنيا، ولكن يتعامل مع جماعات محيطة به وقد تكون هذه الجماعات تلقائية أو طبيعية تشبع له حاجات فرضتها ظروف تواجده في هذه الجماعة.من هنا آمنت مهنة الخدمة الاجتماعية بأهمية الجماعة الإنسانية في حياة الفرد ولذلك كان هناك التخصص الثاني للخدمة الاجتماعية وهو تخصص العمل مع الجماعات فالإنسان في عضويته داخل الجماعة يحتاج لشخص متخصص ومؤهل للعمل مع هذه الجماعة ليمكنها بمعارفه ومهاراته وخبراته من إشباع احتياجات أعضائها، ولتحقيق أهدافها وكل ذلك في ضوء وظيفة المؤسسة التي تنتمي إليها الجماعة وفي ضوء احترام قيم وثقافة المجتمع وكل ذلك بغرض إعداد الإنسان المواطن الصالح للمجتمع.ولذلك فإن هذا الكتاب يقوم على هذه الفكرة الخاصة بالجماعة وأسس العمل مع الجماعة ومن هو الشخص الذي يعمل مع هذه الجماعة وأين يعمل مع الجماعة وكيف يفهم الجماعة وتفاعلاتها.ويتضمن هذا الكتاب سبعة فصول يتناول الفصل الأول نظرة تاريخية حول طريقة العمل مع الجماعات ويتناول الفصل الثاني أسس طريقة العمل مع الجماعات والفصل الثالث يهتم بالجماعة في طريقة العمل مع الجماعات والفصل الرابع يتناول أخصائي العمل مع الجماعات ويتناول الفصل الخامس ديناميكية الجماعة ويتناول الفصل السادس مؤسسات العمل مع الجماعات أما الفصل السابع فيتناول إسهامات طريقة العمل مع الجماعات في مواجهة بعض القضايا المعاصرة في المجتمعات العربية وقد تضمن كل فصل من الفصول الثمانية تدريبات وتطبيقات عملية على محتوى الفصل.