يعتبر مفهوم التمكين من المفاهيم التي اكتسبت أهمية متزايدة منذ مطلع التسعينات لا سيما مع تصاعد التيارات الليبرالية التي تهدف إلي تفعيل دور المجتمع المدني، وكذلك الحركات النسوية الساعية إلى دعم مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، بل انه أصبح يستخدم كبديل لمفهوم "التنمية" في دراسات وبحوث المرأة والشباب.والتمكين لغوياً يعنة ال...
قراءة الكل
يعتبر مفهوم التمكين من المفاهيم التي اكتسبت أهمية متزايدة منذ مطلع التسعينات لا سيما مع تصاعد التيارات الليبرالية التي تهدف إلي تفعيل دور المجتمع المدني، وكذلك الحركات النسوية الساعية إلى دعم مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، بل انه أصبح يستخدم كبديل لمفهوم "التنمية" في دراسات وبحوث المرأة والشباب.والتمكين لغوياً يعنة التقوية أو التعزيز، ولقد وردت كلمة التمكين في القرأن الكريم في قوله تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمناً".ولكن يظل دور العامل الذاتى حاسماً في نجاح عملية التمكين. فالتمكين مفهوم يقوم على المنح ولكن نجاحه يتوقف على مدى إيمان وتجاوب المستهدف. فلابد أن يكون المستهدفين من عملية التمكين على وعى بأهميته، ولديهم رغبة حقيقية في التغيير، تغيير أنفسهم والبيئة بهم على النحو الذى يجعلهم فاعلين لهم نفس الفرص والامتيازات المتاحة لغيرهم في المجتمع.ويتضمن هذا الإصدار إسهاماً متميزاً للإقتراب من مفهوم التمكين ينطوى على تعريفاً علمياً دقيقاً للمفهوم والجذور التاريخية لنشآته وبداياته الأولى والتي أرجعتها الباحثة إلى النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضى. هذا إلى جانب توضيحاً للمفاهيم الأخرى المرتبطة به ومنها التضمين الإجتماعي، والتهميش، ومجالات تضييق المفهوم لا سيما في دراسات وبحوث المرأة. وكذلك المؤشرات المختلفة التي يمكن على أساسها قياس عملية التمكين ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها.