هذه الرسالة في بيان بعض الهدي النبوي في تربية الأبناء وتعليمهم الآداب وطيب الأخلاق، حيث استقصى الكاتب في رسالته هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في معاملاته كلها مع أهل بيته من أزواج و أبناء، يقول الكاتب في مقدمته: "أيها الإخوة لقد ركز ديننا الإسلامي تركيزاً شديداً على مسألة التربية، وأعطاها أهمية قصوى، ولو تتبعنا النصوص الشرعية...
قراءة الكل
هذه الرسالة في بيان بعض الهدي النبوي في تربية الأبناء وتعليمهم الآداب وطيب الأخلاق، حيث استقصى الكاتب في رسالته هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في معاملاته كلها مع أهل بيته من أزواج و أبناء، يقول الكاتب في مقدمته: "أيها الإخوة لقد ركز ديننا الإسلامي تركيزاً شديداً على مسألة التربية، وأعطاها أهمية قصوى، ولو تتبعنا النصوص الشرعية في القرآن والسنة لوجدنا الشيء الكثير الذي يطرق ذا أو ذاك بشكل موسع، ولو أردنا أن نستقصي الآيات والأحاديث والقصص المرتبطة بالتربية في كل جوابنها وبكل مؤسساتها لكان ذلك أمراً عسيراً؛ لأن الإسلام ما جاء إلا لإصلاح الفرد الذي هو جزء من الأسرة، وما جاء إلا لإصلاح الأسرة التي هي جزء من المجتمع، وما جاء إلا لإصلاح المجتمع الذي هو جزء من الأمة". وقد بين الكاتب بعض المسلمات التي أحب التنبيه عليها في مقدمة رسالته قبل الخوض في مباحث رسالته، ومنها:1- إن التربية عبادة يؤجر عليها العبد، ويثاب على إحسانه فيها. ولابد فيها من إخلاص النية وتجريدها لله تعالى. 2- احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية، فهي شاقة لا راحة معها، وطويلة لا انتهاء لها، ومكلفة لا شحاحة فيها. وليس للعامل من عمله إلا ما احتسب. فأكرم الهم ما كان على الأهل، وأحب النفقة ما بذلت على القرابة، وأفضل الجهود ما عملت مع ثمرات القلوب. 3- إن الهداية - بمعنى خلق الإيمان والتوفيق له والثبات عليه - ليست في يدك، وإنما بيد من يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، وإنما عليك هداية الدلالة والارشاد والنصح والتوجيه، فلا تقصر فيها أو تغفل عنها. وقد بين الكاتب أن تهيئة الظروف المناسبة لإحاطة الأبناء بالصحبة الصالحة وتجنيبهم رفقة السوء، خاصة في مرحلة المراهقة. وإكرام الصحبة الصالحة للأبناء إلى جانب تعويدهم على هدي الكتاب والسنة والتمسك بصحيح الشرع هو السبيل الأمثل لتربية الأبناء تربية إسلامية صالحة تؤتى ثمارها في مستقبل الطفل بإذن الله تعالى.