كما يمكن أن يتضح من العنوان يتحدد هدف هذا البحث وهو الفائز بالمركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي في تحليل كل "الوعي" و"الجماليات" وكلاهما غير منفصل عن الآخر، إذ يبدو أن جماليات النص السردي القصي شأنه في ذلك شأن مجمل النصوص الإبداعية لا تنفصل عن الوعي الفني الذي يبدع بصورة مباشرة مثل هذه الجماليات، وكذلك لا تنفصل عن الوعي...
قراءة الكل
كما يمكن أن يتضح من العنوان يتحدد هدف هذا البحث وهو الفائز بالمركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي في تحليل كل "الوعي" و"الجماليات" وكلاهما غير منفصل عن الآخر، إذ يبدو أن جماليات النص السردي القصي شأنه في ذلك شأن مجمل النصوص الإبداعية لا تنفصل عن الوعي الفني الذي يبدع بصورة مباشرة مثل هذه الجماليات، وكذلك لا تنفصل عن الوعي الثقافي العام الذي يحدد مواقف الكاتب/الكاتبة من الواقع الحضاري المحيط بعملية الإبداع والمنتج لها في الوقت نفسه. وسيعتمد هذا البحث في تحليلة لجماليات النصوص القصصية على مقولات النظرية السردية في طورها البنيوي أحياناً أخرى. وعلى ذلك سيستخدم البحث أطروحات كل من جيرارا جينيت في كتابه خطاب الحكاية وكتابه الذي يراجع فيه مقولات الكتاب السابق وهو: Discourse Narrative، وكذلك سيستخدم البحث أطورحات وتحليلات المنظرة الفرنسية ميك بال في كتابها Narratology: Introduction to the Theory of Narrative، هذا فيما يتصل بالنظرية السردية البنيوية. أما ما سيعتمد عليه البحث فيما يمكن أن يندرج ضمن النظرية السردية ما بعد البنيوية فسيكون مستقى بصورة أساسية من كتابين أولهما Neverending Stories: Toward a critical Narratology/ 1992، وثاني الكتابين هو Narratology: An Introduction/ 1996.أما عن المادة التي سيتناولها التحليل فقد حاول الباحث أن تكون ممثلة لتيارات مختلفة في الكتابة القصصية القصيرة، وكذلك لبلدان عربية مختلفة حتى يكون البحث فرصة لإدراك بعض مساحات التقاطع والاختلاف بين جماليات الكتابة القصصية القصيرة في مختلف أنحاء الوطن العربي.ينقسم هذا البحث إلى أربعة فصول يمكن تحديد توجهاتها العامة كالتالي: الفصل الأول بعنوان "الكاتب المقاوم في القصة النسائية العربية"، وقد اتخذ هذا الفصل خمسة نماذج قصصية مادة له، وهي لكل من سهير سلطي التل (الأردن)، سلمى مطر سيف (الإمارات)، رضوى عاشور (مصر) رجاء العالم (السعودية)، ربيعة ريحان (المغرب).الفصل الثاني بعنوان "السرد /الزمان.. المكان" وفيه يحاول الباحث أني ربط بين بعض مقولات التحليل البنيوي للنصوص السردية بكل ما يبدو فيه من جمود نتيجة تشريحيته المفرطة في علميتها (أو بالأحرى في ادعائها العلمية)، وبين كل من جماليات النص السردي القصيرة والوعي الذي صدر عنه هذا النص.الفصل الثالث بعنوان "جماليات القصة: من البنيوية إلى ما بعدها". وهو يمثل ما يشبه خطوة تكميلية للفصل الثاني: إذا يحاول الباحث فيه أن يتعرض لبعض مشكلات يمكن أن تواجه الناقد الذي يقف عند استخدام مقولات التحليل السردي البنيوي في مقاربة القصة القصيرة، محاولاً اقتراح بديل لمقاربة مثل هذه النصوص المشكلة.أما الفصل الرابع والأخير فهو بعنوان "القصة القصيرة: بين السرد والرغبة في الغناء" ويحاول أن يقف أيضاً على العلاقة بين تشكلات الوعي الفني الذي صدرت عنه الكتابة القصصية، وبين الجماليات التي يفرزها هذا الوعي، وذلك عبر استخدام مقولات متنوعة من النظرية السردية مطبقاً ذلك على مجموعة "غواية الشر الجميل" للقاص المصري أحمد أبو خنيجر.