فضاءات لا ضفاف لها

ففي عقر خزانة الأوراق الصغيرة.. كوخ يطل علي حقل ذرة يزوره نور القمر كل ليلة، وتتزاحم قوارب الصيد وأمواج البحر وغوّاصو اللؤلؤ وشِباك السمك داخل إطار الصورة، ألوان الحكاية تصنعها ريشة أفكاري وشخوصها شموسا تحلم بغنائم النهار.هي كلمات ستسافر علي مراكب ورقيّة مبحرة من وجداني إلي موانئ مشاعركم.. وكل شيء أول مرّة هو غريب للرائي مهيب للراوي، يقيني أنكم أنتم من يصنع رائعة التجربة الأولي، وأنتم من تكتبون التقويم الأول وزورقي الورقي يصل عبر أثيركم.دائماً ما أقول إن أعذب الأشياء بداياتها، ومحطات الرقم واحد مدهشة وغريبة تركت انطباعات لدي الكثير، فالأديب الكبير غازي القصيبي في أقصوصته 'زهايمر' تحدث عن هواجس التجارب الأولي ثم دوّنها لتبقي خالدة رغم اهتراء الذاكرة، وفي كتابه 'لأول مرّة' جال الكاتب الكبير أنيس منصور في كل محطة أولي من حياته والتي اعترف بنهايتها أنها كانت الأجمل في كل شيء، وأنشد العندليب الأسمر رائعته 'أول مرّة' لأول مرّة في فيلمه السينمائي الشهير 'الوسادة الخالية' الذي أخذ قصته من رواية إحسان عبد القدوس لتصبح أيقونته الغنائية أنشودة العاشقين.