تتناول هذه الدراسة مرحلة الحرب الباردة حيث ظهرت أربع قوى آسيوية كبرى لها تأثير وقدرات يعتد بها، ولكل منها موارد متنوعة تختلف عن موارد غيرها. هذه القوى هي الصين والهند وإيران وروسيا، وتقع داخل الكتلة القارية لآسيا، الأمر الذي يهيئ لها الفرصة للتأثير على تشكيل مصير هذه القارة الشاسعة خلال القرن القادم. فقد عاد كل طرف من تلك الأطرا...
قراءة الكل
تتناول هذه الدراسة مرحلة الحرب الباردة حيث ظهرت أربع قوى آسيوية كبرى لها تأثير وقدرات يعتد بها، ولكل منها موارد متنوعة تختلف عن موارد غيرها. هذه القوى هي الصين والهند وإيران وروسيا، وتقع داخل الكتلة القارية لآسيا، الأمر الذي يهيئ لها الفرصة للتأثير على تشكيل مصير هذه القارة الشاسعة خلال القرن القادم. فقد عاد كل طرف من تلك الأطراف الأربعة إلى الظهور مجدداً على الساحة الآسيوية، بعد ما تأثر بطريقة مختلفة عن غيره بالظروف الجغرافية المتغيرة في المنطقة، وبانتهاء نظام الثنائية القطبية.وتوضح الدراسة أن هذه الأطراف الأربعة الفاعلة لديها القوة والسلطة والموارد التي تمكنها من تشكيل الخريطة السياسية في آسيا خلال القرن القادم، حيث أدى كل منها- لبعض الوقت- دوراً في النظام النشط والسلس للتعامل بين الدول. وكل منها منهمك الآن في حشد موارده (الجغرافية- السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والصناعية، والتقنية، والبشرية، والطبيعية، والمعدنية، وتلك المتعلقة بحدود الأراضي) ضماناً لبقائه ورفاهيته في النظام العالمي الحالي، الذي يتسم بالعنفوان وتعدد الأقطاب. ومن الواضح أن كلاً من تلك الأطراف الأربعة يمثل في حد ذاته قوة إقليمية، ذات تأثير على نظام أو أكثر من النظم الفرعية في آسيا؛ ومن ثم فإن سلوك القوى الأربع وسياساتها يؤثر تأثيراً مباشراً، وإن لم يكن متعمداً، على النظام الجديد في آسيا. وخلاصة القول إن سلوك هذه القوى يغذي ميزان القوى الجديد في آسيا. وهكذا فإن نجاحها أو فشلها سيكون بمنزلة القوة الدافعة للتغيير في القارة الآسيوية.