السياسة العسكرية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

تتناسب الأهداف التي تم تحقيقها مع الوسائل التي تم العمل من خلالاها لتحقيق الأهداف. هذه الجملة المنطقية هي مدخلنا الى ما ورد في هذا الكتاب. ففي خلال بضع سنين استطاع الرسول القائد صلى الله عليه وسلم أن يقيم مجتمعا إٍلاميا فاضلا على مساحة تصل الى نحو مليون ميل مربع وهو الذي خرج مهاجرا من مككة الى المدينة بعد ثلاثة عشر اما قضاها في مكة يدعو الى دين الله الخاتم فلم يقابل الا بالصد والعناد والتكبر من قبل قريش. ثم ما هي الا سنوات ممدودة حتى عاد الرسول عليه الصلاة والسلام فاتحا مكة منذرا أهلها بما جاء في كتابه الكريم مصداقا لقوله تعال:"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ". إن ما حدث بعد هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم للمدينة وحتى انتقاله الى الرفيق الأعلى هو إعجاز بجميع المعايير والمقاييس المتعارف عليها، ولم يكن استخدام الأداة العسكرية في تحقيق ذلك يتم بصورة عشوائية أو عبثية وإلا لما تحقق حيث استطاع الرسول القائد صلى الله عليه وسلم أن يقيم المجتمع المسلم الراسخ القادر على إنذار ما حول أم القرى.