إن مناط التكليف الإلهي للإنسان قائم على الأمانة؛ التي استخلفه اللَّه لأدائها، فَأَعذَبَ موارد الشريعة للوارد وسهَّل طريقها لكل قاصد . وما بقاء الإنسان على هذه الأرض وعمارته لهذا الكون إلا لأداء الأمانة، فكانت وما زالت هي المناط الأول والمرفأ الأخير للإنسان حتى يتسنى له أن ينال رضا الله تعالى، وما زالت الدعوة لها سارية و إليها من...
قراءة الكل
إن مناط التكليف الإلهي للإنسان قائم على الأمانة؛ التي استخلفه اللَّه لأدائها، فَأَعذَبَ موارد الشريعة للوارد وسهَّل طريقها لكل قاصد . وما بقاء الإنسان على هذه الأرض وعمارته لهذا الكون إلا لأداء الأمانة، فكانت وما زالت هي المناط الأول والمرفأ الأخير للإنسان حتى يتسنى له أن ينال رضا الله تعالى، وما زالت الدعوة لها سارية و إليها منتهية. وتأكيدًا منَّا أن الإنسان مدنيٌّ بطبعه و أن قيام حياته لا يكون إلا بالاحتكاك مع غيره، رأينا أن روح المعاوضة والمعاملة إنما تكون بالأمانة، فإنْ فسدت بين المتعاملين تقطعت الصلات، وانعدمت الثقة في المعاملات؛ إذ الأمانة دعامة بقاء الإنسان و أساس استقرار الحكومات، ولا تقوم العدالة - روحًا وجسدًا - إلا بها . و إيمانًا بذلك نقدِّم هذا الكتاب - الذي نحسبه الأول حسب علمنا سواء في المجال الشرعي أو القانوني - سدًّا لفراغٍ في مكتبة الفقه الإسلامي أو القانوني، باعتباره دراسة متخصصة تبحث في تلك الجريمة؛ خيانة الأمانة.