لقد أدى تقاسم الوطن العربي بين الدول الاستعمارية إلى ظهور البدايات الأولى للتمايزات السياسية والجغرافية بين البلدان العربية ككيانات قائمة بذاتها. ولم يكن ذلك نتيجة لسياسة الاستعمار المعروفة القائمة على مبدأ التجزئة وحسب، بل جاء أيضاً نتيجة اختلاف سياسات هؤلاء المستعمرين بالنسبة إلى كل طرف قياساً بالطرف الآخر..يبين هذا الكتاب أن ...
قراءة الكل
لقد أدى تقاسم الوطن العربي بين الدول الاستعمارية إلى ظهور البدايات الأولى للتمايزات السياسية والجغرافية بين البلدان العربية ككيانات قائمة بذاتها. ولم يكن ذلك نتيجة لسياسة الاستعمار المعروفة القائمة على مبدأ التجزئة وحسب، بل جاء أيضاً نتيجة اختلاف سياسات هؤلاء المستعمرين بالنسبة إلى كل طرف قياساً بالطرف الآخر..يبين هذا الكتاب أن وقوع سوريا والعراق تحت انتدابين مختلفين (الفرنسي والبريطاني) والاختلاف بينهما – في فترات تاريخية – في الموقف من الأحلاف الاستعمارية، والانشغال بالهموم المحلية لكل منهما، والصراعات السياسية أحياناً.. كل ذلك لم ينه التساند القومي بين أبناء البلدين، كما أن هدف الوحدة بقي حياً في النفوس. فهذان البلدان متماثلان إلى حد كبير في منشأ الفكر القومي فيهما، ومتجاوران بحيث لا يفصل بينهما حاجز، لذلك أصبح واجباً اتحادهما وتشكيلهما دولة واحدة تعمل على النهوض بمستوى العرب العام، وتشق لهم سبيل مستقبلهم المنتظر.يقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية يتوزع عليها أحد عشر فصلاً. الأقسام هي: "العلاقات السورية – العراقية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى بدء مرحلة الانقلابات العسكرية في سوريا (1945-1949)"، و"العلاقات السورية – العراقية في فترة الانقلابات العسكرية في سوريا (1949-1954)"، و"العلاقات بين سوريا والعراق من عام 1954 حتى ثورة 14 تموز/يوليو في العراق عام 1958".