تبدأ أحداث الرواية من جنازة أم مينا التى رفض نادر ابن أخيها أن تدفن فى مدافن العائلة لتبدأ شرارة الأحداث فى التطور، حيث تعتمل فى صدر مينا الرغبة فى الانتقام من نادر الذى استولى يوم وفاة أبيه على ميراث شقيقته أم نادر والذى كان قد تزوج جاكلين التى يحبها مينا.وقد ظهرت الرغبة فى الانتقام بعد الانتهاء من مراسم الدفن فى مقابر المقدس ج...
قراءة الكل
تبدأ أحداث الرواية من جنازة أم مينا التى رفض نادر ابن أخيها أن تدفن فى مدافن العائلة لتبدأ شرارة الأحداث فى التطور، حيث تعتمل فى صدر مينا الرغبة فى الانتقام من نادر الذى استولى يوم وفاة أبيه على ميراث شقيقته أم نادر والذى كان قد تزوج جاكلين التى يحبها مينا.وقد ظهرت الرغبة فى الانتقام بعد الانتهاء من مراسم الدفن فى مقابر المقدس جرجس صديق والد مينا وأحد كبار تجار الذهب والماس ،حيث أنه بعد الانتهاء من مراسم الدفن جاء على لسان مينا ".. وبغتة وبمنتهى الصرامة والثقة ، وعيناى كادتا أن تقدحا شررا نظرت الى الجميع وبعنفوان المارد الذى خرج لتوه من قمقمه قلت بصو ت يسمعه الجميع : أنا مينا فايز عزيز يبقى أبويا خلف عيل لو شفت يوم حلو تانى فى حياتك يانادر يابن خالى.واستمرت الرغبة فى الانتقام بارزة فى أحداث الرواية إلى أن باع نادرشقته لأغراب وطرد زوجته جاكلين منها ، فثار مينا ثورة عنيفة وقادته الصدفة إلى صديق قديم رائد فى الشرطة ، الذى أخبره بأنه لايستطيع عمل شيء وأوصاه أن" يتصرف" ثم يلجأ الى الشرطة فقط لإثبات الحالة، ويلتقى مينا بعد ذلك فى أحد البارات بالمعلم أحمد السيوفى الذى طلب منه ألف جنيه ثم اصطحبه مع عدد من البلطجية الأشداء الذين أوسعوا الرجلين اللذين اغتصبا الشقة ضربا وحصلا منهم على عقد بيع الشقة الذى تبين أنه مزور، فطردوهم منها وأعاد مينا جاكلين إلى شقتها.وبعد وفاة أمه أصبح مينا الذى أفسده تدليل والده الراحل – مسئولا عن أختيه نبيلة – التى تعمل طبيبة نفسية بأحد مراكز معالجة الإدمان- وميرنا- التى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة ولا تعمل- ولكنه كان معتادا على شرب الخمر فى البيت والبارات التى كان يلتقى فيها بأصحابه : يحيى الحلاق الذى كان يرغب فى الزواج من ميرنا المريضة بفيروس سى والتى رفض أهله زواجه منها، وكمال المراغى الذى اصطحب مينا ذات مساء الى الواحة ، وهى شقة فى حدائق القبة كان صاحبها يلتقى فيها بأصحابه من الفنانين والأدباء والشعراء والمطربين ، الذين كانت سهراتهم حافلة يالمناقشات الأدبية والسياسية الى جانب الأغانى السياسية التى كان أحد رواد الواحة يكتبها ويغنيها آخر، والتى فتحت كلمات أول أغنية يسمعهامينا مشاعره وأحاسيسه على عالم غير عالمه الشخصى الذى كان منغلقا على نفسه فيه: لو بس القمرة تبان .. وتنور للعميان...دى بلدنا انسحرت..بركت .. شرقت ..غرقت.. دى بلدنا بلعها الجان..أبو قلب ماشافش حنان...لو بس القمرة تبان .وظل هاجس الانتقام مسيطرا على مينا حتى تمكن بمساعدة محامى ان يطلق جاكلين من نادر ويتزوجها، زواجا مدنيا ، بعد ذلك تطيب الحياة لمينا وتنجب له جاكلين ولدا يملأ حياته بهجة وسعادة حيث أقلع عن إدمان الخمر دون علاج كما قالت أخته نبيلة: فمنذ أن عشق مينا الذهاب إلى ذلك المكان الذى يطلقون عليه" الواحة" وأحواله تتحسن يوما بعد يوم .. الجديد فى حياتنا هو هذا الكم من الكتب ودواوين الشعر التى ملأ مينا بها البيت فلا تمر عليه ليلة إلا وتراه يقرأ كتابا أو ديوان شعر.. تغير مذهل طرأ على هذا المدلل الذى أبى طوال حياته أن يقرأ حتى جريدة...سألت نفسى كثيرا ماالذى يمكن أن يكون داخل هذه الواحة ليتعافى داخلها مينا من إدمان الخمر دون علاج، ما ذا فعل هؤلاء البشربه ليعود سريعا الى صوابه.. بل إنه عاد بإرادته التى فقد الشعور بها طو ال حياته ".والرواية غنية بعناصر الدراما الإنسانية ، وتخلو من العنف باستثناء ماكان عند استرداد شقة جاكلين ،فالخيرممثل فى المقد س جرجس صديق والد مينا وراعى أسرته بعد وفاته ليرد لأبنائه بعض "جمايل" أبوهم ،والشر متمثل فى نادرالسكير الذى سطا على ثوة والده يوم وفاته وحرم منهاشقيقته أم مينا ليبددها فى صالات القمار وبيوت الدعارة ، والايمان الذى كان يعمر قلب أم مينا بينما هو لم يكن يحب أن يذهب الى الكنيسة فغيرته "الواحة"وأصبح يقرأ الإنجيل، كما أن الحب والكراهية،والطيبة والقسوة والموت والميلاد والغدر والانتقام عناصر ملازمة لشخصيات الرواية فى مراحلها المختلفة.ويمتاز أسلوب الرواية بالرقة والبساطة المعبرة ، كما يستخدم المؤلف طريقة سرد أحداث الرواية على لسان شخصياتها التى ترتبط بأحداث الرواية وتسلمها كل شخصية للأخرى فى سلاسة ويسر،مما أضفى عذوبة خاصة على طريقة الحكى التى تتبعها كل شخصية لتصب فى النهاية فى سير الأحداث بسهولة ويسر.