الكتاب من ترجمة رزق الله بطرس وزياد منى.هذا الكتاب يحوي محصلة اكتشافات عالمة الآثار الهولندية، مارغريب شتاينر، التي كلفت بإتمام التنقيبات في منطقة القدس وتقويم النتائج التي وصلت إليها رائدة التنقيب هناك عالمة الآثار الإنغليزيو كاثلين كنين كنين في ستينيات القرن الماضي قبيل سقوط بقية فلسطين "الإنتداب" للاحتلال الصهيوني.وتكمن أهمية...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة رزق الله بطرس وزياد منى.هذا الكتاب يحوي محصلة اكتشافات عالمة الآثار الهولندية، مارغريب شتاينر، التي كلفت بإتمام التنقيبات في منطقة القدس وتقويم النتائج التي وصلت إليها رائدة التنقيب هناك عالمة الآثار الإنغليزيو كاثلين كنين كنين في ستينيات القرن الماضي قبيل سقوط بقية فلسطين "الإنتداب" للاحتلال الصهيوني.وتكمن أهمية هذا الكتاب في الاستنتاجات ومنها: "في أثناء الحفريات الكثيرة التي جرت في القدس وحولها، لم يعثر على أي أثر لمدينة محصنة: لا أسوار كبيرة ولا بيوت ولا حتى أي قطع من أوان فخارية سائبة.. يبدو أنه لا يمكنني إلا الاستنتاج أنه لم تقم أي "مدينة" في القدس في أثناء فترة (رسائل العمارنة). ومن الناحية الأثرية، لم تكن القدس، ببساطة، مأهولة في أثناء العصر البرونزي المتأحر. يبدو لي هذا واحداً من الأمثلة الكثيرة التي يبدو فيها أن النصوص (التوراتية، زم) وعلم ألآثار يناقض واحدهما الآخر.المصادر التاريخية لبداية العصر الحديدي (العصر الحديدي الأول) غير موجودة تقريباً، باستثناء المراجع التوراتية التي لم يكتب عظمها إلا في وقت لاحق، لكنها غالباً ما تستخدم دليلاً تاريخياً. لذلك تكون الصورة التقليدية للقدس في هذه الفترة، والتي تقدمها معظم الكتب، عي أنها كانت مدينة صغيرة محصنة جيداً يسكنها اليبوسيون، ومركزاً لدولة -مدينة مستقلة.. لكن ما عثر عليه بالواقع يحكي حكاية مختلفة.وكان وضع القدس في بداية العصر الحديدي الثاني موضوعاً لكثير من الكتب والمقالات، ومعظمها يصور المستقرة مدينة كبيرة، وغيرها يصورها عكس ذلك.. لكن على أساس تحليل المادة الأثرية.. لم تكن القدس مدينة كبيرة ولا مدينة إقليمية صغيرة..واستناداً إلى الدلائل الأثرية يمكن وصف القدس في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد بأنها مديمة صغيرة محصنة لا يزيد حجمها عن (12 هكتار)، ومن الممكن أنها كانت تتسع لسكنى ألفي نسمة.. لكن يبدو من غير المحتمل أن هذه القدس كانت عاصمة لدولة كبيرة مثل عاصمة "الملكية المتحدة" المذكورة في النصوص التوراتية".وحيث أن هذا الكتاب ينقض الرواية التوراتية عن مدينة القدس في العصور القديمة، فقد أثار حفيظة الدوائر الأصولية العالمية، وفي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على وجه الخصوص، حيث شنوا على العالمة الهولندية هجمات لم تتوقف ما يوضح عدم براءة أبحاثهم من خلفيات دينية أصولية وسياسية وعصبية.لكن هذا الكتاب يعد أيضاً مرجعاً رزيناً في التنقيب الأثري حيث تبين شروحات المؤلفة أصول البحث الأثرية والتاريخي، ما يجعله مرجعاً علمياً بامتياز.