لا أعرف بالضبط لماذا كنا نناديها بهذا الاسم، وهل لهذا علاقة بشدة بياض بشرتها وسمنتها المفرطة، أم أن هذا هو الاسم الحقيقي الذي أطلقه أبواها عليها. سيدة أربعينية تزين وجهها دوماً ابتسامة وضاءة، عينان ودوتان، بمجرد النظر إليهما، تستشعر أنك تعرف صاحبتهما من زمن، بساطتها تدخلك معها في حوار مباشر، مندفعة بعض الشئ برغم الهدوء الذي قد ي...
قراءة الكل
لا أعرف بالضبط لماذا كنا نناديها بهذا الاسم، وهل لهذا علاقة بشدة بياض بشرتها وسمنتها المفرطة، أم أن هذا هو الاسم الحقيقي الذي أطلقه أبواها عليها. سيدة أربعينية تزين وجهها دوماً ابتسامة وضاءة، عينان ودوتان، بمجرد النظر إليهما، تستشعر أنك تعرف صاحبتهما من زمن، بساطتها تدخلك معها في حوار مباشر، مندفعة بعض الشئ برغم الهدوء الذي قد يشع من حولها، مثقفة بدرجة عالية، تتابع الأحداث بشغف، وتتفاعل مع كل حدث بطريقتها الخاصة، نشطة لحد مذهل، وبقدر اندفاعها وفرط نشاطها، إلا أنها تهدأ بسرعة. لم تحظ يوماً بزوج؛ رغم رقتها ودفء مشاعرها، حين تسألها إحداهن عن السبب، تضحك وهي تحاول مداراة حيرتها، مرجعة الأمر للقسمة والنصيب. رأيها أن المرأة نصف المجتمع، لكن يجب أن تكون السيادة للرجل، والقيادة لسفينة الحياة يجب أن تناط به، لكن لا يمنعها رأيها هذا من الأنضمام لجمعيات حقوق المرأة. تنصح كل رفيقاتها وبناتها في المدرسة الثانوية التي تعمل بها كمدرسة أولي للغة الفرنسية، بعمل حمية للمحافظة علي قوامهن، وهي أولي المخالفات لتلك النصائح. تركيبة عجيبة من المتناقضات، لكنها تتمتع بحب كل المحيطين بها، وحافظة أسرار الجميع، الناصحة الأمنية التي يلجأ إليها الصغار والكبار، صاحبة كاريزما خاصة…