لقد صدرت عدة كتب حول ظاهرة الدعاة الجدد، ورموزها المنتشرة على نطاق واسع، واتبعت تلك الكتب مناهج تتلائم مع طبيعة الظاهرة، على الأقل في بداياتها، من حيث رصد وقائع و"قصص" تبدو مذهلة أحياناً حول ملابسات ظهور وانتشار تلك الموجة، ولكن لم يحدث كثيراً أن تم الاقتراب من تلك المسألة عبر مداخل أكاديمية سوسيولوجية، تبدو معقدة أحياناً، لكنها...
قراءة الكل
لقد صدرت عدة كتب حول ظاهرة الدعاة الجدد، ورموزها المنتشرة على نطاق واسع، واتبعت تلك الكتب مناهج تتلائم مع طبيعة الظاهرة، على الأقل في بداياتها، من حيث رصد وقائع و"قصص" تبدو مذهلة أحياناً حول ملابسات ظهور وانتشار تلك الموجة، ولكن لم يحدث كثيراً أن تم الاقتراب من تلك المسألة عبر مداخل أكاديمية سوسيولوجية، تبدو معقدة أحياناً، لكنها تتيح فهم أحد أهم أبعاد واحد من أهم التطورات المعاصرة على ساحة تجديد الخطاب الديني.إن هذه الدراسة تحاول اتباع هذا المنهج، في إطار توضيح أنماط الخطاب الديني، ومصادر تشكيل الخطاب الديني، بالإضافة إلى نشأة ظاهرة الدعاة الجدد، وأسباب انتشارها، ورصد تطور الظاهرة عن طريق دخول المرأة مجال الدعوة، مع تحليل خطاب أحد أهم رموز هذا التيار، وهو عمرو خالد، من خلال التركيز على ملامح خطابه وتحولاته، آيات تشكله، وخصائص الجمهور المتلقي له، وتصوراته حول خطابه.لقد أعدت تلك الدراسة باحثة جادة، عملت حول الموضوع لفترة طويلة، في إطار أكاديمي، ووصلت في النهاية إلى بعض الخلاصات التي تستحق الاهتمام، فالسياق الإجتماعي والإقتصادي (وبالطبع العالمي) الذي ظهر فيه خطاب الدعاة الجدد، الذي أدى إلى انتشاره، يحتل نفس أهمية المقولات المطروحة في الخطاب ذاته.