امسك كتاباً وأقرأ. صفحة، صفحتان، عشر صفحات، انتبه أنني لم أكن أقرأ شيئاً. عيناي تمشيان فوق السطور فقط، دون النقاط أي معنى، أترك الكتاب، اقترب من المذياع، أضغط على الزر، ثمة شيخ يتحدث عن الدين، ينصح الناس أن يتوبوا ويرجعوا إلى ربهم... أحرك إبرة المذياع، المذيع ينقل أخبار الحرب، الطائرات تغير وتقذف عشرات الصواريخ، القتلى بالمئات. ...
قراءة الكل
امسك كتاباً وأقرأ. صفحة، صفحتان، عشر صفحات، انتبه أنني لم أكن أقرأ شيئاً. عيناي تمشيان فوق السطور فقط، دون النقاط أي معنى، أترك الكتاب، اقترب من المذياع، أضغط على الزر، ثمة شيخ يتحدث عن الدين، ينصح الناس أن يتوبوا ويرجعوا إلى ربهم... أحرك إبرة المذياع، المذيع ينقل أخبار الحرب، الطائرات تغير وتقذف عشرات الصواريخ، القتلى بالمئات. أحرك الإبرة مرة أخرى، موسيقى، موسيقى ناعمة هادئة، أنصت إليها طويلاً وأنا مستلق على الأريكة. أمدّ قدمي إلى الأمام، أستند إلى الوراء، تفعل بي الموسيقى فعل السحر، أغمض عيني، أشعر بالخدر ينتشر في جسدي وروحي وأفكاري.أمشي فوق الماء ولا أغرق، إلى أي مدى أمشي، هناك، وراء الأفق، عالم مختلف، أنزلق إلى وادٍ عميق فتفتح أمامي كوّة كبيرة، أنزلق في داخلها، تنغلق خلفي، تسألني طفلة بيضاء كالقمر هل رأيت أمي؟ لم أر أمها أهز رأسي نفياً، أمشي كأننى أمشي في فراغ، كأنني موبأ بالهواء، أرتفع عن الأرض، أخطو بخفة كذباب عال مغلق، ينفتح الباب لمجرد اقترابي منه، أعبر الباب، ها أنا في فسحة كبيرة، تحت قبة ملونة بزجاج أحمر وأصفر وأخضر، أين أنا؟ صمت يلف المكان"، "وميض البرق" هي غير المألوف في الرواية العربية، أنها وميض خاطفة تخترق الوعي دون ترتيب، إنها ليست بداية وعقدة ونهاية أنها غير ذلك.