ترك الرحالة العرب الأوائل نتاجًا غزيرًا في مجال أدب الرحلات، وامتازت رحلاتهم، البديعة، بمزايا عديدة، توقف عندها الباحثون والدارسون كثيرًا، ولا سيما المستشرقون الذين أشبعوا هذه الرحلات دراسة وتمحيصًا وتحقيقًا، وتوصلوا إلى حقيقة هامة مفادها أن العربي القديم كان يعشق الترحال والتنقل من بلد إلى بلد، يدفعه إلى ذلك حب الاستطلاع والاست...
قراءة الكل
ترك الرحالة العرب الأوائل نتاجًا غزيرًا في مجال أدب الرحلات، وامتازت رحلاتهم، البديعة، بمزايا عديدة، توقف عندها الباحثون والدارسون كثيرًا، ولا سيما المستشرقون الذين أشبعوا هذه الرحلات دراسة وتمحيصًا وتحقيقًا، وتوصلوا إلى حقيقة هامة مفادها أن العربي القديم كان يعشق الترحال والتنقل من بلد إلى بلد، يدفعه إلى ذلك حب الاستطلاع والاستكشاف، والبحث عن الحياة الهانئة والعيش الرغيد، فركب البحر وقطع البراري والصحاري والقفار والمفازات الطوال، ليعود إلى مسقط رأسه منتشيًا وفرحًا يقص على الناس أخبار رحلاته العجيبة والغريبة.. ولأدب الرحلات مذاق خاص، ونكهة فريدة عند أغلب القراء، ذلك لأنه يجلي لنا معالم ومظاهر ما خفي عنا من أمور وأحوال البلدان وأصقاع الأرض المختلفة..وتزداد الرحلة متعة كلما أمسك الرحالة بناصية الأدب والكتابة بكل اقتدار، فعند ذلك ينقل لنا وصفًا دقيقًا- لمشاهداته في البلدان التي زارها- مطعمًا بروعة البيان وجزالة البلاغة وعذوبة السرد، وأدب الرحلات فن اشتركت فيه سائر الأمم القديمة المتحضرة، وكان للعرب فيه القدح المعلى والنصيب الأوفى، وحققوا فيه قصب السبق بين سائر الأمم بشهادة كبار المستشرقين..