في صباح يوم الأحد 23 أكتوبر 1983، اقتربت شاحنة صفراء كبيرة من المقر الرئيسي لمشاة بحرية الولايات المتحدة جنوب بيروت. كانت الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحاً، قبل انطلاق بوق استيقاظ يوم الأحد بنصف ساعة. كان ما يزيد على 300 من ضباط مشاة البحرية والعاملين بالأسطول، ما زالوا نائمين. رأى السيرجنت المكلف بالحراسة عند البوابات الرئيسية...
قراءة الكل
في صباح يوم الأحد 23 أكتوبر 1983، اقتربت شاحنة صفراء كبيرة من المقر الرئيسي لمشاة بحرية الولايات المتحدة جنوب بيروت. كانت الساعة السادسة وعشرين دقيقة صباحاً، قبل انطلاق بوق استيقاظ يوم الأحد بنصف ساعة. كان ما يزيد على 300 من ضباط مشاة البحرية والعاملين بالأسطول، ما زالوا نائمين. رأى السيرجنت المكلف بالحراسة عند البوابات الرئيسية الشاحنة قادمة من الناحية المقابلة للمجمع. لم يساوره الشك نظراً لوجود مخازن الشحن بالمطار، وأيضاً سوق الخضراوات الكبير بالقرب من المكان، فجأة ضغط السائق على دواسة البنزين واقتحم الجدار محطماً إياه وارتطم بالمبنى، انفجرت الشاحنة بصوت مدو، ومعها المبنى الأسمنتي الضخم المدعم المؤلف من أربعة طوابق.مرة أخرى: صوت انفجار يتبعه آخر وآخر. يستمر الصوت معلقاً في الهواء لحظة قبل أن يسود الهدوء بدرجة يبدو معها وأن الإنفجار قد حمل معه كل الأصوات بعيداً. مرة أخرى، أناس تمزقت أجسادهم يموتون، يرقدون بين الإطارات والأجزاء المعدنية المعوجة، وألواح كاملة من شاسيه الحافلة مغطاة بكسارات الزجاج. مرة أخرى تمضي أقل من دقيقة قبل سماع صفارات عربات الشرطة والإسعاف: واحدة في البداية، ثم ثانية، ثم العشرات منها في جميع أنحاء المدينة- الضوضاء عالية، لا يمكن إخطاؤها، لدرجة أن سكان الضواحي البعيدة يعرفون، على الفور، ما حدث.