الحاضر في الذاكرة الذهبية ؛ غائب طعمة فرمان – قراءة نصية سوسيولوجية

ظلَّت الرواية العربية مصدر إلهام للكثير من المبدعين العرب والاجانب في رحلتهم لإكتشاف كنه الحياة ولإدراك عمق القيمة الإنسانية للمعرفة، وليس آخراً عندما نقول إنَّ الدرس النقدي العربي بقيّ أسير المقاربات السردية وإجتهادات الدارسين في مجال النقد أو من أحَّبَّ هذا المجال.وتأتي أهمية دراسة أعمال الروائي غائب طعمة فرمان بإعتباره أحد رموز الفن الروائي العربي والعراقي على وجه الخصوص.ما يميّز "غائب طعمة فرمان" ويفرده عن بقية الكتّاب العراقيين، في مرحلة التأسيس وما بعدها، يتمثّل في تقنيته العالية المتوشحة بجمالية فائقة، وفي إستخدامه لأسلوب السرد المتداخل كعدسة كاميرا ملونة تلتقط مجموعة صور في صورة واحدة، أو كشريط تسجيل عدة أصوات في نغمة واحدة.كما لم تكن روايات "غائب طعمة فرمان" تقليدية قط، بأي معنى كان، بل حديثة لأنها تمتلك رؤية للعصر وإطاراً للمستقبل ترفض كل صور الجمود والتقليد والتحنيط.لذا، يعد (من أحسن الذين يمسكون القلم)، كما يقول عنه "غسان كنفاني"، ليس من حيث الشكل وحسب، بل من حيث الصيغ الفنية (السرد، الحوار، البناء الدرامي).