نبذة النيل والفرات:تعد علوم الشفاء ومن بينهما علم النفس من العلوم التي نشأت في أحضان الفلسفة قبل أن تنفصل وتستقل بشكل نهائي والذي يراجع تاريخ الشفاء النفسي يكتشف أن هناك ارتباطاً كبيراً بينه وبين الفلسفة، فالنفس ومرضها يشكلان قطبي الموضوع الأساسي للفلسفة. أما العلاقة بين علم النفس وفروع الطب الأخرى. فإذا كان الطب يركز على العوام...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تعد علوم الشفاء ومن بينهما علم النفس من العلوم التي نشأت في أحضان الفلسفة قبل أن تنفصل وتستقل بشكل نهائي والذي يراجع تاريخ الشفاء النفسي يكتشف أن هناك ارتباطاً كبيراً بينه وبين الفلسفة، فالنفس ومرضها يشكلان قطبي الموضوع الأساسي للفلسفة. أما العلاقة بين علم النفس وفروع الطب الأخرى. فإذا كان الطب يركز على العوامل البيولوجية فإن علم النفس يشارك الطب في هذا دون أن يهمل عوامل أخرى مؤثرة في النفس والسلوك الإنسانيين. والعلاج النفسي عبارة عن وسيلة تهدف إلى إقامة اتصال متميز بين المعالج وبين من يشكو من اضطرابات في التكيف مع الواقع.والدكتور محمد أحمد النابلسي يهدف من هذا الكتاب إلى التعرف بالعلاج النفسي ومدارسه دون أن يهمل العوامل التي تقرر القدرة الموضوعية للعلاج النفسي وتحددها فيبحث في الفصل الأول منطلقات العلاج النفسي بين الفلسفة وعلم النفس إذ ما يزال التأثير المتبادل واضحاً بين الفلسفة والعلاج النفسي في فروع مثل علم النفس الفلسفي والطب الفلسفي ولدى مراجعتنا لتاريخ الشفاء النفسي نلاحظ ارتباطه المباشر بتطور مختلف التيارات الفلسفية. وقد برهنت الفلسفة منذ العصور القديمة قدراتها العلاجية على الصعيد النفسي.ويتناول الفصل الثاني تصنيف المدارس النفسية العلاجية فيستعرض عدداً من أهم التصنيفات المتبعة بالنسبة لهذه المدارس العلاجية ويركز على المدارس الأكثر ممارسة والأقرب إلى واقعنا الاجتماعي والحياتي. ويبحث الفصل الثالث في التحليل النفسي ومدارسه والمنطلقات والأسس النظرية للتحليل النفسي، والطريقة العلاجية التحليلية والمدارس المتفرعة عن التحليل النفسي.ثم يخصص الفصل الرابع ليتناول المدارس الإيحائية بالتفصيل والتي تشمل: التنويم المغناطيسي والإيحاء المدعوم دوائياً وعقائدياً والاسترخاء والحلم الموجه، والأثر الرجعي، والعلاج تحت تأثير العقاقير. كما أفرد الفصل الخامس لموضوع العلاج الفردي مثل التحليل الوجودي الذي يستند إلى دراسة وتحليل متعايشات وإشكاليات المعايشة لدى المريض وذلك من خلال الذاتية. وكذلك العلاج غير الموجه أو غير المتقيد بنظريات أو العلاج السلوكي.وفي الفصل السادس يفصل المؤلف القول في العلاج النفسي الجماعي الذي يعمد فيه المعالج إلى استخدام طرق التفاعل بين أفراد المجموعة بهدف مساعدة أفرادها على تخطي صعوباتهم الانفعالية والعلائقية. ثم يعرض في الفصل السابع للعلاج النفسي الذاتي (دون معالج). ثم يخصص الفصل الثامن للبحث في العلاج النفسي الدوائي، وأخيراً يخلص في الفصل التاسع إلى أن التداخل بين الفلسفة والطب النفسي وعلم النفس هو تداخل واضح لا يخفى على أحد.