إن اختياري لأدب إلياس خوري ليكون مادة التطبيق لمسألة العلاقة بين الحرب الأهلية اللبنانية والشخصيات الغيريّة (المهمّشة) التي أفرزتها لم يكن أمراً اعتباطياً بأي حال من الأحوال· إنما يعود في الأساس إلى القيمة الفنية الكامنة في هذه الأعمال، وقد ساهمت مساهمة جادة في تحديد ملامح أدب الحرب الأهلية بصفة عامة، واللبنانية بصفة خاصة·في طرح...
قراءة الكل
إن اختياري لأدب إلياس خوري ليكون مادة التطبيق لمسألة العلاقة بين الحرب الأهلية اللبنانية والشخصيات الغيريّة (المهمّشة) التي أفرزتها لم يكن أمراً اعتباطياً بأي حال من الأحوال· إنما يعود في الأساس إلى القيمة الفنية الكامنة في هذه الأعمال، وقد ساهمت مساهمة جادة في تحديد ملامح أدب الحرب الأهلية بصفة عامة، واللبنانية بصفة خاصة·في طرحنا لمسألة البحث بين الشخصية المغتربة والغيريّة وبين شخصية اللابطل، رأينا أنّ العلاقة بين الأمرين مؤكدة وحتمية، فالاغتراب والغيريّة تكرّس حالة من حالات اللابطولة· ولقد سعينا في هذه الدراسة إلى رصد غيريّة الشخصيات عند إلياس خوري التي أوصلتها إلى لا بطولتها على مختلف المستويات الحياتية، فظهرت بمظهرها الغيري اللابطولي مجردة من كل سلطة أو قوة وسلطان· ظهرت الشخصية الرئيسية في رواياته مشوّهة مسحوقة، مقوّضة هامشية تعبر بصدق متناهٍ عن البؤس الحقيقي الذي تعيشه بسبب هذه الحرب·