لهذه القصص مذاق سودانى لا تخطئه الحواس، فيها الحضور الأنثوى لفت وتواشج بين الهم العام والهم الشخصى (يتخايل شبح الحرب الأهلية فى جنوب السودان فى أكثر من أقصوصة هنا، صراحة أو ضمنا). ولكن ابرز ما يميزها هو الجو الاسطورى المتجزر فى المعتقدات والمؤثورات الشعبية، ترفده صور تكاد تكون سريالية، والمخيم على مفردات الواقع مانحا اياها بعداً...
قراءة الكل
لهذه القصص مذاق سودانى لا تخطئه الحواس، فيها الحضور الأنثوى لفت وتواشج بين الهم العام والهم الشخصى (يتخايل شبح الحرب الأهلية فى جنوب السودان فى أكثر من أقصوصة هنا، صراحة أو ضمنا). ولكن ابرز ما يميزها هو الجو الاسطورى المتجزر فى المعتقدات والمؤثورات الشعبية، ترفده صور تكاد تكون سريالية، والمخيم على مفردات الواقع مانحا اياها بعداً ميتافيزيقيا غنى الإيماءات، ذا صلة وثيقة بعوالم الحلم والرغبة والخوف، مع مزاوجه- فى مواضع- بين حوار عامى بالهجة السودانية وتحليق شعرى (يستوحى - فيما يستوحى- بلاغة القرآن الكريم، وسفر نشيد الإنشاد لسليمان بن داود من اسفار العهد القديم، وشعر ادونيس) مما يجعل العمل قابلا للتفسير على أكثر من مستوى. دكتور / ماهر شفيق فريد.