موضوع التربية ودورها في التنمية من المواضيع التي نوقشت كثيرا، وبخاصة دورها في النمو الاقتصادي في العالم كله وفي العالم النامي أيضا. غير أن طرح الموضوع نفسه عن بلاد (متميزة)، ليست من العالم المتقدم لعلمه وثروته، وليست من العالم الثالث بفقره وبدائيته، يستحق المزيد من الاهتمام. فبلاد المنطقة-أقطار الجزيرة العربية المنتجة للنفط- متم...
قراءة الكل
موضوع التربية ودورها في التنمية من المواضيع التي نوقشت كثيرا، وبخاصة دورها في النمو الاقتصادي في العالم كله وفي العالم النامي أيضا. غير أن طرح الموضوع نفسه عن بلاد (متميزة)، ليست من العالم المتقدم لعلمه وثروته، وليست من العالم الثالث بفقره وبدائيته، يستحق المزيد من الاهتمام. فبلاد المنطقة-أقطار الجزيرة العربية المنتجة للنفط- متميزة عن العالمين حيث جمعت بين ثروة العالم المتقدم وبدائية العالم الثالث. ومنحت المزيج الفريد أن ينال معالجة خاصة مستفيضة لأن التعميمات من العوالم الأخرى المعروفة لا تنطبق عليه بشكل شاملففي الوقت الذي ينظر فيه إلى التربية-والتعليم النظامي بشكل خاص- على أنها الحل السحريلمشكلات اﻟﻤﺠتمع ; فان بلاد المنطقة تحظى بغبطة البعض لوفرة المال لديها وقدرتها على تيسير التعليم بدون إرهاق أو خشية إملاق. غير أن الأمور ليست بهذه البساطة. وكما تبين من اتجاهات سلبية للتعليم إذا أخذ منفردا في بلاد العالم الثالث الفقيرة، فانه يمكن أن يكون للتعليم في بلاد العالم الثالث ذات الوفرة المالية-بلاد المنطقة-سلبيات من نوع آخر بسبب الثروة نفسها وأخذ التعليم عزل عن العوامل المرتبطة بالنظم والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.من هذا المنطلق فان هذه الدراسة تمثل محاولة لاستجلاء واقع التربية في منطقة فريدة، واستكشاف مدى مساهمتها في تحقيق عملية التنمية الشاملة كما نوقشت في الدراسة. وكما يدل عنوانها فإنها مدخل لدراسة تقويمية للنظام التربوي تقوم على التفكير والمراجعة والتأمل واستجلاء خواص المنطقة في العلاقة بين التربية والتنمية ودور العوامل التي تنفرد بها المنطقة في تلك العلاقة.