النقد العربي القديم هو موضوع هذه المحاضرات التي ألقيتها على طلبة قسم اللغة العربية وآدابها، في كلية الآداب بجامعة الإسراء الخاصة، يرصد حركة النقد العربي من العصر الجاهلي حتى القرن الثامن الهجري – في مشرق العالم الإسلامي ومغربه - منذ بداياتها الأولى عند العرب حين كان النقد تأثريا إلى أن أصبح نقداً منهجياً على أيدي كبار النقاد، من...
قراءة الكل
النقد العربي القديم هو موضوع هذه المحاضرات التي ألقيتها على طلبة قسم اللغة العربية وآدابها، في كلية الآداب بجامعة الإسراء الخاصة، يرصد حركة النقد العربي من العصر الجاهلي حتى القرن الثامن الهجري – في مشرق العالم الإسلامي ومغربه - منذ بداياتها الأولى عند العرب حين كان النقد تأثريا إلى أن أصبح نقداً منهجياً على أيدي كبار النقاد، من خلال النماذج التطبيقية. وإذ أخذت هذه المحاضرات طريقها إلى النشر، كان لابُدّ من إعادة النظر فيها، فهي لم تعد مُلكاً للطالب الجامعي وحده، وإنما غدت مُلكاً للقارئ العام والمتخصص معاً، ومن ثمَّ أعدنا كتابتها، وأضفنا إليها المزيد من المادة العلمية. وقد أفدنا من منهاج الدراسات الحديثة في تاريخ النقد الأدبي عند العرب، فكان المنهج تاريخياً حيناً يتتبع نشأة النقد العربي القديم في الجاهلية وصدر الإسلام، ويرصد جهود الفئات التي ساهمت في تطوير النقد مثل جهود اللغويين والنحويين والبلاغيين والفلاسفة والمتكلمين، ويتناول في جانبه الأكبر أعلام النقد العربي القديم وجهودهم النقدية. وكان فنياً تكاملياً حيناً آخر، يدور حول القضايا النقدية الكبرى. واقتضت طبيعة هذه دراسة أن نجعل الكتاب في أربعة عشر فصلاً، على النحو التالي: الفصل الأول: وهو دراسة تمهيدية تدور حول النقد الأدبي، وموضوعاته، وثقافة الناقد الأدبي. الفصل الثاني: ويتناول الملاحظات النقدية التي رُويت وقيلت في الشعر الجاهلي، سواء ما يدور حول اللفظ (الصياغة) أو الصورة الشعرية، أو الموازنة بين الشعراء، أو الموسيقا الشعرية. الفصلان الثالث والرابع: وخصصناها للنقد في صدر الإسلام والعصر الأموي، وحاولنا أن نتبّين الحالة التي كان عليها، والمدى الذي بلغه من تطور، وما أصاب الحياة الأدبية من تأثر بالإسلام وبالقرآن الكريم معجزته الخالدة.. وما أصاب النقد الأدبي من نماء في العصر الأموي في البيئات التي أخصب فيها الشعر وارتقى، سواء في الحجاز أو في الشام أو في العراق. الفصل الخامس: وخصصناه لدراسة أعلام النقد في القرن الثالث الهجري، وهم: محمد بن سلام الجمحي، وعمرو بن بحر الجاحظ، وابن قتيبة، وابن المعتز. الفصل السادس: وخصصناه لدراسة ابن طباطبا الذي اعتمد الذوق الفني في إنشاء نظرية شعرية، وتفرّد بموقف نقدي خالف فيه مفهومات النقد في عصره. الفصل السابع: تناولنا فيه الصراع النقدي حول أبي تمام، الذي تمثل في كتابين، أولهما «أخبار أبي تمام» للصولي، والثاني «الموازنة» للآمدي. الفصل الثامن: ويدور حول الجهود النقدية العربية التي تأثرت بالفكر اليوناني؛ من منطق وفلسفة، وبخاصة جهود قدامة بن جعفر. الفصل التاسع: تناولنا فيه الحركة النقدية حول المتنبي، وما شهدته من صراع بين الخصوم أمثال ابن وكيع والعميدي والحاتمي من جهة، والأنصار أمثال ابن جني والثعالبي والمعري من جهة أخرى، مع التركيز على جهود القاضي الجرجاني في «الوساطة بين المتنبي وخصومه». الفصل العاشر: وخصصناه لفكرة الإعجاز القرآني وإسهامها في إثراء الحركة النقدية، إذ ظهرت مصنفات حولها، من أهمها نظرية النظم التي بلغت أوجها عند عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري. الفصول الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: وقد خصصناها لدراسة أعلام النقد في القيروان (ابن رشيق أنموذجاً)، وفي مصر والشام والعراق (ابن الأثير أنموذجاً)، وفي الأندلس (ابن حازم القرطاجني أنموذجاً)، ويمثل هؤلاء النقد في القرون الثلاثة الهجرية (الخامس والسادس والسابع). الفصل الرابع عشر: وقد وقفنا فيه على أهم القضايا النقدية التي شغل بها النقاد العرب عبر العصور الأدبية المختلفة: وأهمها: قضية الانتحال، والطبقات، واللفظ والمعنى، وبناء القصيدة، والسرقات الشعرية. وختمنا هذا الكتاب بملحق، تخيرّنا فيه نصوصاً من تراثنا النقدي، بقصد ترغيب أبنائنا الطلبة بهذا التراث وتشجيعهم على الاستزادة منه. وقد توخينا جملة أهداف لهذا المقرر، هي: أن يعرف الدارس بواكير النقد الأدبي عند العرب خلال العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والدولة الأموية بحيث يتعرّف أهم صور النقد التأثري (الانطباعي) فيها. أن يتبين دور النحويين واللغويين والبلاغيين وعلماء الكلام والمفسرين في تطوير النقد الأدبي عند العرب. أن يتبيّن أثر الأمم الأخرى وبخاصة اليونان في تطور النقد الأدبي عند العرب. أن يميز بين مختلف المناهج النقدية خلال العصور الأدبية القديمة. أن يُلّم بجهود النقاد العرب الأقدمين ومناهجهم في النقد الأدبي. أن يدرك أثر الإعجاز القرآني في تطور حركة النقد الأدبي القديم. أن يتبين أثر الصراع النقدي حول كبار الشعراء، كأبي تمام والبحتري، وأبي الطيب المتنبي. أن يطلع على أهم القضايا النقدية لدى النقاد العرب القدماء.