ثمّة إشكاليّة كانت ولا زالت تؤرّق كلَّ إنسانٍ مقبل على دروب الحياة، باحثاً عن السعادة ومعالمها، ذلك الطريق الذي به ترسم الأهداف، وعليه تدور كلُّ أشكال الحياة، إنّها الإشكاليّة التي ما زالت تحيّر عقول الفلاسفة، وتلهب خيال الشعراء، وتدير دفّة التاريخ، وتلك هي: سبل نيل السعادة الحقيقيّة.هذا التساؤل الذي قلّما اهتدى الإنسان إلى جواب...
قراءة الكل
ثمّة إشكاليّة كانت ولا زالت تؤرّق كلَّ إنسانٍ مقبل على دروب الحياة، باحثاً عن السعادة ومعالمها، ذلك الطريق الذي به ترسم الأهداف، وعليه تدور كلُّ أشكال الحياة، إنّها الإشكاليّة التي ما زالت تحيّر عقول الفلاسفة، وتلهب خيال الشعراء، وتدير دفّة التاريخ، وتلك هي: سبل نيل السعادة الحقيقيّة.هذا التساؤل الذي قلّما اهتدى الإنسان إلى جوابه، بل راح يلطّخ تاريخه الطويل بالمحن، التي ما كانت لتنزل به لو أنّه أحسن السعي في طلبه، والاهتداء إليه، فلم يكن أمامه إلّا اللجوء إلى الأساطير فراراً من مواجهة الحقيقة، فلقد راح يلاحق الإنسان كيفما أدار وجهه، وهو يشقّ طريقه في هذه الحياة، حيث ما فتئ الإنسان يصطنع الأعذار للإفلات من قبضته، بعدما زيّن له الشيطان طول الأمل.وللخروج في هذه العجالة بجوابٍ قاطعٍ يريح العقول ويهدّئ النفوس، وبه نضع أقدامنا معاً على درب النجاة، ونواجه شيطان الهوى بالسعي الدؤوب بحثاً عن الحقيقة، عسى أن نصل بإذن الله تعالى إلى مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة، فلا سبيل لذلك إلّا بالإيمان الكامل بالله تعالى خالقاً ومدبّراً لهذا الكون بكلِّ ما فيه، وأنَّ هذا الكون قد خُلق لغاية عظمى، قد تخفى على عقولنا، وأنّ غاية وجودنا تتلخّص في السعي إلى مرضاة الله تعالى؛ بإعمار أرضه والقيام بحقوقه وحقوق عباده. وعطفاً على ذلك، ولكي نصل إلى معرفة طريق السعادة، لابدّ أن نتّخذ القرآن الكريم نبراساً؛ إذ وضع للإنسان منهجاً متكاملاً عبر قراءتين لحقيقته: سلبيّة مرفوضة، وأخرى إيجابيّة مرجوّة، فهو مخلوق ضعيف أصله التراب والماء المهين، ونتيجته جثّة هامدة يسارع إلى دفنها من جهةٍ، وهو مخلوق مكرّم فاق سائر مخلوقات الله الأخرى حتّى أسجد الله تعالى له ملائكته من جهةٍ أخرى.وبهذا تتّضح رموز الجدليّة القائمة بين الإنسان والقرآن الكريم، والتي سعى الدكتور طلال الحسن في هذا الكتاب: (سطورٌ بين الإنسان والقرآن) إلى تسليط الضوء بموضوعيّة وشفافيّة على عدّة أمور تتعلّق بالإنسان والقرآن، والعلاقة بينهما منطلقاً من محاور صاغها عبر أسئلةٍ مثارة في جدليّة هذه العلاقة، وعبر عناوين عديدة تتعلّق بكيفيّة قراءة القرآن والإسلام للإنسان، فراح يتكشّف مكامن جوهر الإنسان عبر آيات القرآن، ممّا يقتضي التفاعل العكسي من قبل الإنسان عن طريق مدِّ جسور ارتباطه ووشائجه بالقرآن، ويكون عندها مؤهّلاً لحمل تلك الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض من حملها؛ ليرفع راية الكرامة الإلهيّة في الأرض، ويزوي الشيطان ويتركه ملوماً مدحوراً.وتلك الأسئلة هي كالآتي:- كيف يقرأ القرآنُ الإنسان؟2- كيف يقرأ الإنسانُ القرآن؟3- ما هي مُستويات الجديّة في القراءة المُتبادلة؟4- كيف تعاطى القرآن مع نتاج الإنسان (تجربته البشريّة)؟5- كيف تعاطى الإنسان مع النتاج القرآني؟6- ما حدود الاستفادة في التعاطي المُفترض؟7- هل الأنبياء مُعطىً إلهي أم إنساني؟8 - هل الوضعيّات مُعطىً إنساني محض؟9- ما هي الجذور الأُولى لإشكاليّة وجود الإنسان؟10- ما هي الحلول الأُولى لبيان جدوائية الحياة؟11- لماذا تغيب الحياة في لغة القرآن؟12- ما هو الطريق الأمثل لفهم الإنسان والقرآن؟13- ما هي حدود واقعيّة الإسلام والقرآن؟14- ما هي حدود واقعيّة الإنسان؟15- ما هي ملامح الخروج من البداوة المتوارثة إلى مدنية القرآن؟16- ما هي أولويات التعاطي مع القرآن والسنّة؟17- القرآن بيئة المعصوم وختام المعطى الإلهي.18- هل مسؤولية الفهم مسؤولية إنسانيّة؟19- ما هي السعادة الحقيقيّة المطلوبة للإنسان، وما هي طرقها وطرق المحافظة عليها؟وفي الصفحات الأخيرة من الكتاب وتحت عنوان (نتائج البحث)، أعطى الكاتب خلاصة لما توصّل اليه في اثنتين وستين نتيجة موجِزاً ما جاء في فصول الكتاب.