الكتاب من تحقيق نظام يعقوبي.إن مسألة وصول الثواب وهبته من المسائل التي كانت وما زالت من مثارات الاختلاف بين العلماء والفقهاء، فمن العلماء من ذهب إلى عدم وصول شيء البتة إلى الميت، لا دعاء ولا غيره. ومنهم من فصل في ذلك وبين وعلل الأحكام فيها بافتراق العبادات البدنية عن العبادات المالية، تبعاً لورود النصوص فيها.ومنهم -وهم السواد ال...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق نظام يعقوبي.إن مسألة وصول الثواب وهبته من المسائل التي كانت وما زالت من مثارات الاختلاف بين العلماء والفقهاء، فمن العلماء من ذهب إلى عدم وصول شيء البتة إلى الميت، لا دعاء ولا غيره. ومنهم من فصل في ذلك وبين وعلل الأحكام فيها بافتراق العبادات البدنية عن العبادات المالية، تبعاً لورود النصوص فيها.ومنهم -وهم السواد الأكثر- من صحح وصولها إلى الميت إذا فعلها الحي عنه، بالنصوص المتظاهرة المتظافرة، وجعل ذلك محض القياس، بمقتضى القرآن والسنة والإجماع وقواعد الشرع، وهو علم مفصل مبين. ومنهم -وهم قلة- من عمم مسألة الهبة ووصولها، فجعلها لكل حي وميت على السواء.وهذا الكتاب الذي بين يديك، لإمام من علماء القرن التاسع الهجري، وهو القاضي الفقهي سعد الدين بن محمد بن عبد الله المعروف كسلفه بابن الديري، قرين الحافظ ابن حجر، بل يعد من شيوخه، وشيح الحافظ السخاوي -أيضاً- طرح هذه المسألة بإسهاب، مقتفياً فيها أثر شيخ المذهب الحنفي في وقته الإمام أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي، كتابه "نفحات النسمات في وصول الثواب إلى الأموات"، ذاكراً فيها الآيات والأحاديث والآثار والأقوال الفقهية لأهل العلم، مستوعباً ما ذكر في هذا الباب، معقباً على الأدلة بالاستدراكات النفيسة، والتعليقات المفيدة، مرجحاً ما وصل إليه علمه في هذه المسألة.