نبذة النيل والفرات:لقي القرآن الكريم منذ نزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عناية العلماء، فصنفوا في تفسيره وغريبه، وناسخه ومنسوخه، وقراءاته وأحكامه، وغيرها من علومه، الشيء الكثير. ومن جملة ما صنفوا فيه فهارسه، فوضعوا له فهارس شتى، أحصيت منها بضعة وسبعين فهرساً، تنوعت طرق الفهرسة بها، فمنها ما عتمد على فهرسة ألفاظ القرآن هج...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:لقي القرآن الكريم منذ نزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عناية العلماء، فصنفوا في تفسيره وغريبه، وناسخه ومنسوخه، وقراءاته وأحكامه، وغيرها من علومه، الشيء الكثير. ومن جملة ما صنفوا فيه فهارسه، فوضعوا له فهارس شتى، أحصيت منها بضعة وسبعين فهرساً، تنوعت طرق الفهرسة بها، فمنها ما عتمد على فهرسة ألفاظ القرآن هجائياً، كما هي، أولا بلا سوابق، أو بردها إلى جذرها اللغوي. ومنها ما اعتمد على فهرسة آيات القرآن بحسب مجالاتها الدلالية، مصنفةً بحسب الموضوعات، أو مرتبةً هجائياً بحسب رؤوس موضوعاتها.ومنها ما اعتمد على فهرسة آيات القرآن بحسب أوائل حروفها، والفهارس التي اتبعت هذه الطريقة الأخيرة سبعة، على إختلاف بينها في تفصيلات المنهج المتبع في الفهرسة.وفهرسة آيات القرآن بحسب أوائل حروفها - فضلاً عن كونها طريقة سهلة لمعرفة تخرج الآية بحسب أول حروفها - تجمع الآيات المتشابهة في بداياتها، والتي تكون بينها علاقات دلالية وأسلوبية ونحوية وصوتية، ومن شأن هذا كله إفادة دارسي القرآن على إختلافهم، من حافظ، أو مفسر، أو فقيه، أو لغوي، أو مترجم لمعانيه.وكما أن جمع الآيات المتشابهة في بداياتها معاً مفيد لهؤلاء جميعاً، فقد رأيت إلى جمع الآيات المتشابهة في نهاياتها معاً مفيد لهم أيضاً، ومن هنا جاءت فكرة إعداد فهرس للقرآن يقوم على ترتيب آياته بحسب أواخر حروفها، وهذه الطريقة في فهرسة القرآن مبتكرة، ولم يسبق إليها أحد، فيما أعلم.وإستكمالاً للفائدة المرجوة من هذا الفهرس، وإستدراكاً على الفهارس السابقة - التي رتبت آيات القرآن حسب أوائل حروفها - بعضَ القصور في الطريقة والمنهج، فقد عزم المؤلف على أن يكون فهرساً مكوناً من قسمين: القسم الأول فهرس لآيات القرآن بحسب أوائل حروفها، والقسم الثاني فهرس لآيات القرآن بحسب أواخر حروفها، مع إحصاء عدد الآيات في كل باب، وكذلك إحصاء عددها في كل فصل.وبهذا يكون هذا الفهرس مرجعاً سريعاً وسهلاً لتخريج آيات القرآن بدلالة أوائل حروفها، أو أواخر حروفها، يفيد منه المسلمون عامة والباحثون خاصة، ويفيد منه الصغير والكبير. وبدأ في إعداده متوخياً ان يكون سهلاً ميسوراً، واضحاً غير غامض، فيستطيع مَن لم يحظ بقدر كبير من التعليم أن يستخدمه، كما أنه يفتح - وبخاصة قسمة الثاني - آفاقاً جديدة لدارسي القرآن لدراسة آيات القرآن المتشابهة، من الجوانب الشرعية واللغوية المختلفة.وقد اعتمد في إعداد هذا الفهرس على نص إلكتروني للقرآن الكريم دققه وراجعه بطرق مختلفة حتى وافق قراءة حفص بن عاصم، غير أنه ليس مكتوباً على طريقة الرسم العثماني، واستخدم الحاسوب في ترتيب آيات القرآن ألفبائيّاً.وبعد إنتهائي من ترتيب آيات الفهرس بقسميه قمت بتقسيمه إلى أبواب وفصول، وأحصيت آيات كل باب وأثبتّ الإحصاء في بداية الباب، وكذا أحصيت آيات كل فصل وأثبتّ الإحصاء في بداية الفصل.