كما أن العقل هو أساس التخفيف وأساس الرخصة في مبدأ الناسخ والمنسوخ فكذلك هو أساس للأمر والنهي فيه كما هو الحال في إبدال الأمر بالصلاة الى بيت المقدس إلى أمر آخر بالصلاة الى الكعبة "فأبدل أحدهم من الآخر في وقتين مختلفين". وكما هو لحال كذلك في كثير من الأوامر والنواهي التي نصت الآيات عليها.إن فهم القرآن كما يبدو عند الحارث هو أولاً...
قراءة الكل
كما أن العقل هو أساس التخفيف وأساس الرخصة في مبدأ الناسخ والمنسوخ فكذلك هو أساس للأمر والنهي فيه كما هو الحال في إبدال الأمر بالصلاة الى بيت المقدس إلى أمر آخر بالصلاة الى الكعبة "فأبدل أحدهم من الآخر في وقتين مختلفين". وكما هو لحال كذلك في كثير من الأوامر والنواهي التي نصت الآيات عليها.إن فهم القرآن كما يبدو عند الحارث هو أولاً فهم ما يجوز النسخ فيه وما لا يجوز. وفي الوقوف عند ما لا يجوز النسخ فيه تحديد للعقل وضبطه ضمن ما ينبغي أن يحد فيه ويضبط؛ إلا أن في التحرك العقلي بين الناسخ والمنسوخ إطلاقاً لحرية العقل ضمن حدين:الأول: منهما هو الحد الناسخ.والثاني منهما: هو الحد المنسوخ. وبينهما يكون التأويل، تأويلاً ينبغي أن يتناسب مع زمان معين، كما ينبغي أن يتناسب مع مكان معين، بل وجماعة معينة، وعندما يكون هذا الاختيار العقلي محدوداً بهذين الحدين، وهما حكمان مختلفان في الوقت – فلا مبرر للتخوف من أن يكون في ذلك خروج على أحكام الله، طالما أن التحرك يكون ضمن هذه الأحكام بالذات ولعل في ذلك فتحاً لباب الإجتهاد على مدى الزمان أمام العقل وهذا ما يؤكده الحارث في تفسيره لقوله تعالى: (وما يتعلم تأويله إلا الله) "يعني يوم القيامة لا يعلمها إلا الله".