يسعى هذا الكتاب إلى مقاربة النص الشعري من داخله، بعيداً عن التنظيرات النقدية المجرّدة، إلا في الحدود التي كان التنظير فيها ضرورة للتمهيد للدراسة التطبيقية، انطلاقاً من تصوّر مؤداه أن النص الإبداعي جديرٌ بأن يحاور ويستنطق ويحلل استناداً إلى أدوات يستدعيها النص من ذاته، وليس بوصفها متعاليات تفرض عليه من خارجه بصرف النظر إن كانت مت...
قراءة الكل
يسعى هذا الكتاب إلى مقاربة النص الشعري من داخله، بعيداً عن التنظيرات النقدية المجرّدة، إلا في الحدود التي كان التنظير فيها ضرورة للتمهيد للدراسة التطبيقية، انطلاقاً من تصوّر مؤداه أن النص الإبداعي جديرٌ بأن يحاور ويستنطق ويحلل استناداً إلى أدوات يستدعيها النص من ذاته، وليس بوصفها متعاليات تفرض عليه من خارجه بصرف النظر إن كانت متحققة فيه أو غائبة عنه، فيجهد عندئذ الناقد في البحث عن تجليات لهذه الظاهرة التي افترض وجودها مسبقاً، وقد يخيب النص توقعه لافتقاره للأبعاد المفترضة، فيجهد في تأويلات وتخريجات تبدو مفتعلة ومضطربة.أقول: تسعى هذه الدراسات إلى مقاربة بعض المكوّنات النصية التي كشفها النظر المسبق في النصوص المدروسة، من مثل المكوّن التراثي في شعر نزار، والإيقاعي في شعر عرار، والتوازي في شعر يوسف الصائغ، وكان يحدوها –هذه الدراسات- أملٌ في كشف العلاقات الدلالية والبنيوية داخل النصوص، ودورها في خدمة بقية الأبنية النصية داخل الأعمال المدروسة.