يعد الشيخ طاهر أحد الشيوخ البارزين، الذين عبروا بدقة عن الموقف العام الذي اتخذه العلماء المصلحون في تلك الفترة، والذي يتلخص في الحفاظ على ثوابت الإسلام وأسسه، وعلى التمسك بالشخصية العربية الإسلامية، وبالوقت نفسه الانفتاح على الغرب، والانتفاع بثمرات علومه الحديثة. وقد تمثل هذا الموقف على الصعيد السياسي من خلال الدعوة إلى المحافظة...
قراءة الكل
يعد الشيخ طاهر أحد الشيوخ البارزين، الذين عبروا بدقة عن الموقف العام الذي اتخذه العلماء المصلحون في تلك الفترة، والذي يتلخص في الحفاظ على ثوابت الإسلام وأسسه، وعلى التمسك بالشخصية العربية الإسلامية، وبالوقت نفسه الانفتاح على الغرب، والانتفاع بثمرات علومه الحديثة. وقد تمثل هذا الموقف على الصعيد السياسي من خلال الدعوة إلى المحافظة على الخلافة العثمانية، لكن في الوقت نفسه الدعوة إلى إجراء إصلاحات دستورية وإدارية وفكرية جذرية فيها.ويعد الشيخ طاهر صاحب مدرسة فكرية في حياته، حيث كانت له حلقات فكرية كبيرة، تضم أهم مثقفي الشام في عصره، مثل الشيخ جمال الدين القاسمي، والمؤرخ الشيخ عبد الرزاق البيطار. وقد ترك بعد وفاته عدداً من المثقفين والمفكرين الذين درسوا على يديه، وتبنوا آراءه وأفكاره، مثل: محمد كرد علي ومحب الدين الخطيب...رغم أن بعض كتبه قد طبعت، ورغم أن بعض معاصريه قد اهتموا به، وكتبوا عنه، إلا أننا لا نكاد نجد عنه إلا كتابين كاملين -حسب ما وصلت إليه- هما: (تنوير البصائر بسيرة الشيخ طاهر) لتلميذة الشيخ محمد سعيد الباني. و(الشيخ طاهر الجزائري رائد النهضة العلمية في بلاد الشام وأعلام من خريجي مدرسته) للدكتور عدنان الخطيب. ومن هنا تظهر الحاجة إلى إلقاء مزيد من الأضواء العلمية على حياة الشيخ طاهر وجهوده الإصلاحية.وهذا الدراسة تأتي لتقصي أخبار هذا الشيخ وآثاره حيث عرضت في الفصل الأول سيرة وحياة الشيخ طاهر الخاصة، وتكوينه العلمي والخلقي، الذي مكنه من القيام بأعباء الإصلاح، كما عرضت حياته العامة، ومدى تنوع إسهاماته العلمية والاجتماعية.أما الفصل الثاني: فقد خصصته لعرض آثار الشيخ طاهر العلمية من مؤلفات ونشرات، ومخطوطات، ورسائل، وقد حاولت من خلال رسائله إبراز بعض أفكاره الإصلاحية.وحاولت الخاتمة: تبيان الخطة الفكرية، التي اتبعها الشيخ طاهر في حياته، والأسلوب الذي اعتمده لبلوغ أهدافه التجديدية. وذكرت بعض أقوال الكتاب والمفكرين في الشيخ طاهر ليقف على مقدار الأثر الذي خلفه في حياتنا الفكرية.