لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسا إِلا وُسْعَهَا البقرة 286 وجعلها شرطا لوجوب الحج على المكلف في قوله عز من قائل : وَلِلَّهِ عَلَـــى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا آل عمران 97 .فله منا وحده الحمد والشكر والثناء على نعمائه وفضله ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير الذي أكّد ما...
قراءة الكل
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسا إِلا وُسْعَهَا البقرة 286 وجعلها شرطا لوجوب الحج على المكلف في قوله عز من قائل : وَلِلَّهِ عَلَـــى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا آل عمران 97 .فله منا وحده الحمد والشكر والثناء على نعمائه وفضله ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير الذي أكّد ما أنزل إليـــه من ربه في قوله علية الصلاة وسلام عندما سئل عن الحج : أفي كل عام يا رسول الله ؟ قال : (لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم.) رواه مسلم .أما بعد...فقد عرض علىّ الأخ الأديب الدكتور أبو مدين الطيب البشير أن أطلع على سفره الجليل " أحكام الحج والعمرة والزيارة بين التعريف والتأصيل " فقلبت صفحاته ورجعت إلى أصوله ومراجعه .أقول إنه وبالرغم من كثرة الرسائل وتعدد الكتيبات التي تناولت هذا الركن الخامس من أركان الإسلام إلا أن هذا الكتاب تميز بميزات كثيرة أهمها :-· جمع الكتاب بين فقه الجوارح وفقه القلوب عندما عرض أعمـال الحج الظاهرة التي تقوم عليها أحكامه ، وعرض المعاني الروحية التي تربط الأرواح وتشدها نحو أصلها في تلك الأماكن الطاهرة المقدسة المباركة .· أصّل الكتاب لكل ركن من أركان هذه الفريضة مستعرضا آراء الأئمة الأعلام فيها وما عليه الفتوى سيرا على مبدأ التيسير.· ربط مخ العبادة مع كل شعيرة من شعائر الحج فأورد من الدعاء ما هو مأثور ، ومنه ما هو جامع لمعاني العبودية وشامل لحوائج العبد في دنياه وأخراه.· أورد روح النصوص النبوية وذلك عندما كان علية الصلاة وسلام يسأل عن أفعال الحج ، يقول علية الصلاة وسلام : ( أفعل ولا حرج ) وذلك ببيانه لأوجه الاختلاف في بعض المسائل ، ثم أورد ما استقر عليه العمل بفتوى المتأخرين.· برز واضحا من الكتاب أن صاحبه قد مارس هذه الشعيرة عملا فتناول فقه أعمال الحج بوضوح ، كما أنه تناول فقه الواقع في هذه الشعيرة والذي نتج عن كثرة الحجيج عاما بعد عام فتولد من ذلك فقه السعة والمرونة.