في إطار الدور الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بمتابعة وتحليل أهم القضايا الاستراتيجية التي تؤثر في أمن العالم العربي أصدر المركز هذا الكتاب الاستشرافي الذي يحذر المحللون الاستراتيجيون فيه من أن تصبح المياه سبب حروب المستقبل، فهي على رأس المشكلات التي يواجهها العالم اليوم، وخصوصاً الدول العربية. إذ تصل ح...
قراءة الكل
في إطار الدور الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بمتابعة وتحليل أهم القضايا الاستراتيجية التي تؤثر في أمن العالم العربي أصدر المركز هذا الكتاب الاستشرافي الذي يحذر المحللون الاستراتيجيون فيه من أن تصبح المياه سبب حروب المستقبل، فهي على رأس المشكلات التي يواجهها العالم اليوم، وخصوصاً الدول العربية. إذ تصل حصة الفرد في بعض الدول العربية إلى ما دون مستوى خط الفقر العالمي في كمية استهلاك الفرد للمياه، والبالغ 1000 متر مكعب سنوياً، وتتلخص مشكلة المياه في العالم العربي في النقاط الرئيسة التالية:- انخفاض منسوب مياه الأمطار.- عدم توافر المياه بأسعار معقولة، مع تزايد استغلال مصادر المياه كالسدود والآبار والتحلية وغيرها.- اعتماد الدول العربية على أنهار لا تنبع من أراض عربية، فالفرات ودجلة مثلاً ينبعان من تركيا، مما يجعل سوريا والعراق تحت رحمة السدود التركية، والنيل ينبع من بحيرة فكتوريا، مما قد يهدد المصالح المائية للسودان ومصر.- زيادة الطلب على المياه لا تواكبها زيادة في إيجاد مصادر جديدة للمياه، مما قد يحدث خللاً كبيراً بين العرض والطلب على المياه.- تزايد النمو السكاني الذي يبلغ معدله الحالي 3% سنوياً (ويتضاعف كل 25 سنة)، مع تحسن مستوى المعيشة، مما يعني زيادة الطلب على المياه.وفي هذه الحالة لا يمكن زيادة العرض ليفي بالطلب - مثل بقية السلع - وبالتالي لابد من إيجاد إجراءات إدارية وتنظيمية حاسمة، كتنظيم حجم الطلب وترشيد الاستهلاك، والاهتمام بتطوير مصادر المياه، وإجراء الحسابات الدقيقـة لحاجة الفرد. ولابد من دراسة وتحليل احتياجات القطاع الزراعي، التي تتراوح بين 80-90%، ووضع استراتيجيات على المدى القصير والطويل، وإدارة مسألة المياه على المستوى القومي بالتعاون مع المراكز والمؤسسات والكوادر المتخصصة، وغير ذلك من التوصيات العلمية المقترحة ضمن هذا الكتاب، بهدف ترشيد عمليتي التوزيع والاستهلاك للمحافظة على هذه النعمة.