الريجيم الصحي للأولاد والمراهقين من يوم واحد إلى 15 سنة

تثير زيادة الوزن عند الأولاد قلق الجسم البطيء يوماً بعد يوم. وقلقه هذا مبرر تماماً. ففي السنوات العشرين الأخيرة لوحظ ارتفاع خطير في عدد الأولاد المصابين بالبدانة، في معظم الدول "الغنية" حتى بدأ الحديث عن نوع من أنواع الوباء. ففي فرنسا مثلاً تضاعف عدد الأولاد البدينين في خلال 15 عاماً، لتشكل نسبتهم 10 إلى 12% من الأطفال الفرنسيين. أي أكثر من طفل من أصل 10 أطفال. وإذا استمر الارتفاع على هذه الوتيرة يتوقع أن تبلغ النسبة، في أقل من 20 سنة، المعدل الذي بلغته الولايات المتحدة الآن، أي 22,5%، وهو رقم قياسي. فثمة طفل أو أكثر من أصل 5 أطفال مصاب بالبدانة في أميركا الشمالية.إن البدانة التي تصيب الشعوب اليوم لا تمت بصلة إلى صورة الجسم الممتلئ، الذي كان الناس يسعون إليه في ما مضى، كدليل على الصحة الجيدة والثراء، بل تحولت البدانة الآن إلى مشكلة صحية، تزداد خطورتها كلما كان ظهورهما مبكراً. ويشكل الإفراط في تناول الغذاء وقلة الحركة في إطار الحياة اليومية، السببين الأساسيين لهذه المشكلة. أما الأولاد الذين لديهم استعداد وراثي للبدانة فهم معنيون أكثر من غيرهم بهذه الظاهرة، التي دفعت عدداً متزايداً من الأهل إلى مراقبة وزن أولادهم، حرصاً منهم على صحتهم واستقرارهم النفسي.أما الطريقة المثلى لتدارك مشكلة البدانة أو معالجتها إذا ظهرت فتعتمد على الالتزام ببعض القواعد الصحية المتعلقة بالنظام الغذائي وأسلوب العيش. وإذا كنتم تهتمون لمشكلة الوزن الزائد لدى طفلكم أو إذا كان في عائلتكم استعداداً لامتلاء الجسم، فهذا الكتاب خير دليل لمعالجة هذه المشكلة وذلك من خلال تقديمه مجموعة من النصائح العملية التي يقدمها والتي تعينكم على وقاية أولادكم من الوزن الزائد.في البدء يحاول الكتاب وضع الأهل في الصورة الصحيحة لمعرفة كيفية الاهتداء إلى وزن الطفل الطبيعي وإلى مؤشر السمنة لديه (IMC) وإلى كيفية رسم منحى النمو. ومن ثم، وفي حال وجود وزن الزائد لدى الطفل يبين الكتاب أسباب زيادة الوزن لديه بهذه السرعة التي لا تتناسب مع نموه مقدماً إرشادات لجميع الحالات التي تقف وراء أسباب هذا الزيادة في الوزن مبيناً بعد ذلك متى يبدأ التدخل لإيقاف ومعالجة المشكلة مقترحاً من ثم نظاماً غذائياً متوازناً يراعي عمر الطفل مع نمط غذائي صحي ومبيناً دور الرياضة الهام في هذا المجال ودور الأهل فرداً فرداً.