عندما تكون طرق التفكير والشعور موسومة بميسم "هاجس الزمن في القرن العشرين" ينبغي أن نتوقع أن تكون أشكال التعبير الفني حاملة نفس الميسم، فالاهتمام بالزمن يتبدى في كل فن، في إيقاعات الجاز القلقة بسبب سرعة تواثبها وتوقفها، وهو حاضر في بحث الشعراء عن إيقاعات أكثر حرية من الأنماط المقفلة للأوزان والمقاطع التقليدية. ولكن هذا الاهتمام ب...
قراءة الكل
عندما تكون طرق التفكير والشعور موسومة بميسم "هاجس الزمن في القرن العشرين" ينبغي أن نتوقع أن تكون أشكال التعبير الفني حاملة نفس الميسم، فالاهتمام بالزمن يتبدى في كل فن، في إيقاعات الجاز القلقة بسبب سرعة تواثبها وتوقفها، وهو حاضر في بحث الشعراء عن إيقاعات أكثر حرية من الأنماط المقفلة للأوزان والمقاطع التقليدية. ولكن هذا الاهتمام بالزمن أشد ما نلمسه في الرواية التي تظل مع التوجه الصحيح أكثر الأشكال الأدبية مرونة وأشدها إثارة. وهذا الكتاب يعالج موضوع الزمن في الرواية دون اللجوء إلى النظريات اللاهوتية والميتافيزيقية والرياضية والسيكولوجية في الزمن إلا بقدر ما تلقيه من ضوء على مشكلات الأسلوب أو الطريقة الفنية في القصة. غير أنه يستقصي جميع أشكال الزمن الحقيقي والسيكولوجي والمدة الفعلية والوهمية للرواية ومدارات الزمن بالنسبة للقارئ والكاتب والكاتب الوهمي وموضوع الرواية