ديوان العبرات في رثاء السادات

الحمد لله رب العالمين، خالق الخلائق أجمعين، ديان يوم الدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، خاتم النبيين، ونصلي ونسلم على آله الطاهرين، الأصفياء المنتجبين، (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً). يا أهل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزلهيكفيكم من عظيم الفضل أنكمُ *** من لم يصل عليكم لا صلاة لهوبعد:فقد احتل الشعر في مديح ورثاء أهل البيت الأطهار المكانة العالية في قلوب المحبين والمنصفين، خاصة إنشاء الشعر من مصيبة الحسين (عليه السلام)، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (يا أبا هارون من أنشد في جدي الحسين فأبكى عشرة فله الجنة)، ثم جعل ينقص واحداً واحداً إلى أن قال: (من أنشد فأبكى واحداً فله الجنة)، ثم قال: (ومن ذكره فبكى فله الجنة). (نفس الهموم: ٣٦).وورد أن جعفر بن عفان دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) فقربه وأدناه، ثم قال: (يا جعفر). قال: لبيك يا مولاي. قال: (بلغني أنك تقول الشعر في الحسين وتجيد). فقال: نعم، جعلني الله فداك. قال: (قل). فأنشده فبكى حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته، وبكى كل من حوله.ثم قال: (يا جعفر: لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام) ولقد بكوا كما بكينا وأكثر، ولقد أوجب الله لك في ساعتك الجنة بأسرها، وغفر لك. ألا أزيدك يا جعفر؟). قال: بلى، يا سيدي. قال: (ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به، إلا أوجب الله له الجنة وغفر له). (اختيار معرفة الرجال ٢: ٥٧٤ / ٥٠٨).ونحن في مؤسسة المصطفى (ص) للتحقيق والنشر نقدم لك أيها القارئ الكريم ديوان: (العبرات في رثاء السادات) تأليف وجمع المرحوم أستاذنا المعلم الوجيه الحاج الملا محمد ابن الشيخ منصور آل مرهون رحمهما الله تعالى.هذا ونتمنى أن نكون قد وفقنا لما قمنا به من إنتاج الكتاب، وتقديمه للقارئ الكريم بحلة جميلة، والحمد لله رب العالمين.