الإفتاء كان ومنذ فجر الإسلام أحد أهم الوسائل لنشر وتبليغ الأحكام الشرعية ذلك أن الفتوى في طبيعتها وأصلها ما هي إلا بيان لحكم الله في الوقائع. ومن هنا جاءت ضرورة الفتوى في الإسلام، فهي حلقة الوصل بين أحكام الشريعة من جهة، والناس من جهة أخرى، وذلك لإقامة الناس في أمور معاشهم ومعادهم وفق أحكام الشريعة.إلا أن الناظر إلى ما وصل إليه ...
قراءة الكل
الإفتاء كان ومنذ فجر الإسلام أحد أهم الوسائل لنشر وتبليغ الأحكام الشرعية ذلك أن الفتوى في طبيعتها وأصلها ما هي إلا بيان لحكم الله في الوقائع. ومن هنا جاءت ضرورة الفتوى في الإسلام، فهي حلقة الوصل بين أحكام الشريعة من جهة، والناس من جهة أخرى، وذلك لإقامة الناس في أمور معاشهم ومعادهم وفق أحكام الشريعة.إلا أن الناظر إلى ما وصل إليه حال الإفتاء المعاصر يلحظ ان هناك إنحرافات ناتجة عن مجموعة متشابكة ومعقدة من العوامل والمعطيات التي لا تتعلق فحسب بالمفتي، وإنما تتجاوز ذلك إلى عوامل تتلبس بواقع الدول المعاصرة وسياساتها وقوانينها، مضافاً إلى ذلك واقع المجتمع الذي يتخرج منه ويتفاعل معه المفتي، إلى غير ذلمك من العوامل والأبعاد الحضارية والاجتماعية.ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة التي تحاول التعرف على المشكلات والقضايا المستجدة في عالم الإفتاء المعاصر، ومن ثم محاولة وضع الحلول الناجعة، وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعي الصحيح من الاضطراب الواقع في عالم الإفتاء، مستفيداً من ذلك بما قعده أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه والفتاوى.