يعرض هذا الكتاب التطور التاريخي والجيو- سياسي في المدى الزمني الطويل لمنطقة آسيا الصغرى وتراقيا الشرقية ( أي الأراضي التي تشكل حالياً الجمهورية التركية)، ويقدم للقارىء مفاتيح لفهم أسسها الجغرافية والتاريخية وسيرورة الشعوب التي سكنتها. ويحلل المؤلف عملية تكوين الكيان التركي المعاصر على أراضٍ عَرفت تعاقب الإمبراطوريات الرومانية وا...
قراءة الكل
يعرض هذا الكتاب التطور التاريخي والجيو- سياسي في المدى الزمني الطويل لمنطقة آسيا الصغرى وتراقيا الشرقية ( أي الأراضي التي تشكل حالياً الجمهورية التركية)، ويقدم للقارىء مفاتيح لفهم أسسها الجغرافية والتاريخية وسيرورة الشعوب التي سكنتها. ويحلل المؤلف عملية تكوين الكيان التركي المعاصر على أراضٍ عَرفت تعاقب الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية والتأثير العربي، وشهدت هيمنة الثقافة اليونانية ثم التركية. ويركز في مقاربة جيو - تاريخية وجيو- سياسية على الواجهات الحدودية البحرية والقارية للمجال الجغرافي التركي الحالي. كما يبرز تحوله، بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، إلى الأراضي القومية التي تأسست عليها الجمهورية التركية الحديثة، من خلال تطبيق حكومة تركيا الفتاة، وبعدها السلطة الكمالية ، سياسات " الهندسة الديموغرافية" الهادفة إلى تحقيق تجانس إثني وقومي في النصف الأول من القرن العشرين، قبل أن تواجه تركيا الحديثة تحدي إدماج الأقلية الكردية. وفي سياق الأحداث التي أحاطت بتأسيس تركيا الحديثة ، تحول قسم كبير من الأقليات ( الأرمن، واليونان، والسريان) إلى جماعات شتات عبر العالم ظلت محافظة على رابطة الذاكرة التي تصلها بــ " أوطانها المفقودة" ، فضلاً على تشكل جاليات كبيرة من الأتراك المغتربين في فترة متأخرة، كأن المجال الأناضولي وجد امتداداً له في أوروبا والعالم.