بين العلم والدجل

لم يبق لنا من العمر ما يسمح بتأجيل المعارك الى وقت مناسب وبتغليف القضايا بغلاف سكرى يساعد على تعاطيها. ولما كانت القضية تتعلق بمصرنا وبمصيرنا ومصير أبنائنا، فان المجابهة قد أصبحت الطريقة الوحيدة لمواجهة ما تواجهه مصرنا الحبيبة. والقضية ببساطة هى أن العلم فى بلدنا مزدرى، وأننا رغم ما نزعمه أحيانا من تقدير للعلم فنحن كثيرا ما نقول "علم" ونحن نقصد "تكنولوجيا مستوردة"، بل ونحن فى أغلب الوقت نقول "علم" "ونحن نعنى" "الخرافة" أو "الخرافة المعلمنة". وقد استشرت الخرافة فى بلدنا واتسع نطاقها الى أوسع مدى، فعلاوة على وجودها فى الفئات الأمية كمصدر سئ لمعرفة، فانها تنتشر بشكل أخطر بين الطبقات المتعلمة. ولعل أخطر أنواع الخرافة ما يتغلف بغطاء من العلم الزائف كما سنوضح فى فصول هذا الكتاب.