أيمكن أن يكون الفهم والحب والتقدير، وتسهيل المهمة أمام القارئ، غاية الغايات في النقد الأدبي، كما يقول الناقد الفرنسي المعروف "سنت بيف" أم لا بد من شيء آخر بجانب الفهم والحب والتقدير؟ إن التقدير وغيرها من المعاني المذكورة ضروري في النقد النزيه، والكشف عن الجمال في الأثر الفني وعن الجوانب الجديدة فيه مهمة أساسية من مهمات النقد الخ...
قراءة الكل
أيمكن أن يكون الفهم والحب والتقدير، وتسهيل المهمة أمام القارئ، غاية الغايات في النقد الأدبي، كما يقول الناقد الفرنسي المعروف "سنت بيف" أم لا بد من شيء آخر بجانب الفهم والحب والتقدير؟ إن التقدير وغيرها من المعاني المذكورة ضروري في النقد النزيه، والكشف عن الجمال في الأثر الفني وعن الجوانب الجديدة فيه مهمة أساسية من مهمات النقد الخلاق، ولكن الاقتصار عليه في تسهيل مهمة القارئ يلقي الخلود على الآثار الأدبية مهما كانت قيمتها، ويبقيها في دائرة الجمال المطلق الذي يفترض الابتهال والصلاة والاشتياق الصوفي لهذا العالم الإلهي الدائر في فلك الإبداع! إنها النظرة الأفلاطونية القائمة على الإيمان بالمثل في الشعر خاصة.ولكن التاريخ لا يدور بهذه الأفلاك، ولا يختلج فيها. وفي دوران التاريخ يتغير الشاعر نفسه، ويبدل كثيراً من كلماته وأبياته، بل وقصائده إذا عاد إلى فحصها وامتحانها في مرحلة عليا من مراحل نضوجه. وهذا التبديل نوع من "الاعتراف" بأن الكمال المطلق غير وارد، وأن النظرة إلى الآثار تتطور وتتحرك كما يتحرك العالم، وأن الفهم والحب والتقدير لا يكفي.في ضوء هذه الفكرة على تطور النظر، يمر الناقد ومن خلال نظرة في التراث العربي الشعري، مروراً خاطفاً على كلمات في أبيات من الشعر لا يخلو مكانها من قلق الحياة الاجتماعية للكلمات، والكلمة في الشعر ينبغي أن تبدو وكأنها لا بديل لها كما يقول يتيس.