يتكون الكتاب من 416 صفحة من الحجم الكبير، وهذه طبعته الأُولى التي صدرت هذا العام، عن أحد مراكز الدراسات. وهو من تأليف الكاتب والباحث: ماجد الغرباوييدرس الكتاب ظاهرة العنف، والإرهاب التي ضربت كل بقاع العالم، يدرس أسبابها، نتائجها، تداعياتها. بكل تفاصيلها.فيبدأ الكتاب بمقدمة تاريخية، يشرح فيها تاريخ العنف، وحجم الويلات التي أصابت ...
قراءة الكل
يتكون الكتاب من 416 صفحة من الحجم الكبير، وهذه طبعته الأُولى التي صدرت هذا العام، عن أحد مراكز الدراسات. وهو من تأليف الكاتب والباحث: ماجد الغرباوييدرس الكتاب ظاهرة العنف، والإرهاب التي ضربت كل بقاع العالم، يدرس أسبابها، نتائجها، تداعياتها. بكل تفاصيلها.فيبدأ الكتاب بمقدمة تاريخية، يشرح فيها تاريخ العنف، وحجم الويلات التي أصابت البشرية بسببهِ.ثم ينتقل لدراسة فلسفتة، وسايكيولوجية العنف، ونفسية رجل الإرهاب، ودوافعه النفسية في إرتكاب الجريمة.كما خصص الكتاب فصلا كاملاً لبيان تحديات العنف، وتداعياته الخطيرة، سيما على الجاليات الإسلامية والعربية التي تعيش في مجتمعات غير مجتمعاتها. وبين كيف يهدد العنف الأمن والإستقرار الدوليين.ثم دَرَسَ الكتاب أشكال العنف، بما فيها عنف الفرد، وعنف الدولة، والعنف الأُسري، وغيرها من أشكال العنف.ثم توقف الكتاب طويلاً بفصلين عند الحركات الاسلامية والدينية المتطرفة، فدَرَسَ الأدلة التي يستدل بها الإرهابي على جواز قيامه بعملية إرهابية، يروح ضحيتها عدداً كبيراً من الأفراد الأبرياء والأطفال والنساء، وكيف يعتقد الإرهابي خطأ أنه سيدخل الجنة بأعمالهِ الإرهابية.والفصول الأخيرة هي من أخطر وأصعب الفصول في الكتاب، لأن أدلة الإرهابي وأدلة الحركات الإسلامية المتطرفة قائمة على أساس ديني، تستمد رؤيتها من آيات القرآن الكريم، والسيرة النبوية. ولا بد من مناقشة هذه الأدلة بنفس الآيات القرآنية، وتقديم رؤية جديدة.وبالفعل عندما نراجع القرآن سنجد كثيراً من الآيات التي تحث على قتال الكفار والمشركين وأهل الكتاب، ومن السهولة لأي إنسان أن يتسمك بها، لإقتراف عمل إرهابي.لكن الكتاب راح يفند كل الأدلة التي يستدل بها على الإرهاب، ويقدم قراءة وفهماً جديداً لآيات القرآن والأحاديث النبوية. ويثبت بالأدلة، أن هذا اللون من الآيات ليس فعلياً الآن، وإنما يقصد به مجموعة من الناس ممن حاربوا الرسول وأصحابه في ذلك الوقت ولا يجوز العمل بهذه الآيات في وقتنا الحاضر، لأنها لا تنطبق عليه.وكذلك الأمر بالنسبة الى سيرة الرسول، فإن الملاحظ فيها ذلك الزمان قبل ألف وخمسمئة سنة. وأما ما قام به المسلمون بعد الرسول فقد أثبت الكتاب أن أعمالهم ليست حجة علينا، ولا يمكن أن نتخذها دليلاً لتبرير الأعمال الإرهابية، لأنهم أُناس مثلانا لهم إجتهادهم وفقاً لرؤيتهم وثقافتهم وخلفاياتهم، ونحن أيضا لنا رؤية مختلفة، وثقافة مختلفة، ومن حقنا أن نفهم نصوص القرآن والدين بشكل آخر بما يحتاجه عصرنا، وبما نحتاجه الآن كي نعيش مسالمين، آمنين مع غيرنا من الشعوب الأُخرى.إعتمد الكتاب أدلة مختلفة لتفنيد أدلة الخصم، وتفنيد رأيه في مسألة العنف والأعمال الارهابية، وقدم فهما آخر للدين واللنص الديني.كما حذر الكتاب من دور رجل الدين والفتوى في هذا المسالة، وأثبت أن رأي الدين هو رأي بشري، وأن الفتوى رأي بشري، وليسَ هناكَ مقدس، وإنما كل شيء خاضع للنقد والمراجعة. ولا يمكن الإنصياع إلى الفتوى ورجل الدين من غير تعقل وفهم صحيح، فالإسلام والقرآن واضحان، ونحن لسنا بحاجه إلى رجل الدين في كل شيء، وإنما في بعض المسائل المحدودة.وما دامت هناك ثقافات متخلفه، وما دام هناك رجال دين متخلفين، يحملون نوايا عدوانية ضد الآخر، حتى هنا بلادنا أُستراليا، يصبح من الضروي نشر ثقافة اللاعنف، وبأدلة دينية وقرآنية، ويصبح من الضروري نشر ثقافة التسامح، ونبذ العنف، ومن الضروري تبني قيم الإنسان بعيداً عن الخصوصية. فيكون من حق كل إنسان إعتناق مايريد من دين لكن شريطة أن لا يتجاوز على الآخر الذي يختلف معهُ بالعقيدة والمذهب. وتبقى العلاقة إنسانية، وفق قيم الإنسان.