كنت وسط الزحام على حافة الرصيف الأيسر الذي يتصاعد نحو جامعة براغ إذ كانت سقوفها تبدو أمامك شاهقة فوق ذلك المرتفع. فتمهلت في مشيتك إلا إنك رأيت في البعيد فتاة شابة تنحدر راكضة باتجاهك.. كانت مسرعة قدر ما يسمح لها اكتظاظ الرصيف بالناس .. فمرة تبدو هيئتها كاملة عن طرف الرصيف ومرة يظهر رأسها فقط وهي تموج بين الرائحين والغادين.. اقتر...
قراءة الكل
كنت وسط الزحام على حافة الرصيف الأيسر الذي يتصاعد نحو جامعة براغ إذ كانت سقوفها تبدو أمامك شاهقة فوق ذلك المرتفع. فتمهلت في مشيتك إلا إنك رأيت في البعيد فتاة شابة تنحدر راكضة باتجاهك.. كانت مسرعة قدر ما يسمح لها اكتظاظ الرصيف بالناس .. فمرة تبدو هيئتها كاملة عن طرف الرصيف ومرة يظهر رأسها فقط وهي تموج بين الرائحين والغادين.. اقتربت قليلاً نحوك فرأيت أنها تلبس بنطال جينز ومعطفاً من الجلد (الشامواه) وتغطي رأسها بطاقية من الصوف الأبيض. كان شعرها طويلاً . كانت شابة رشيقة . لكنك استغربت استمرارها في الاتجاه نحوك. وبعد لحظة اندفع من ورائك شاب فارع يرتدي جاكيتة سوداء وغطاء رأس صوفي بني اللون وهو يتراكض صعوداً بالاتجاه المعاكس. ثم التقى الاثنان لقاء عنيفاً، وأخذ كل منهما يحضن الآخر ويقبله. كنت تتجه نحوهما فرأيت كيف رفع الشاب حبيبته إلى صدره وظل يدور بها على الرصيف وهي تفرد رجليها في الهواء وراءها غير مبالية بالزحام. توقف الشاب. ولف ذراعه اليمنى حول رقبتها إلى صدره وهما يهبطان منحدر الرصيف حتى تجاوزاك.