لمْ تكُنْ "رأْس أُسْطا" المسْتلقيةُ بين المُنحدَرات والهضاب، اسْتلقاء راعٍ مُتْعَب بين أغنامه الوادعة، المُطِلَّة ببساطة منازلها، وقناعة قاطنيها، على مدينة جُبيْل الساحلية، أقلَّ حظّاً من رفيقاتها القرى الجبلية المنتشرة كالعرائس الخضراء على صدْر لبنان وأطْرافه، فمع استحْواذها على مناخ معْتدل وامتيازها بعذوبة مياهها وفتْنة أوديته...
قراءة الكل
لمْ تكُنْ "رأْس أُسْطا" المسْتلقيةُ بين المُنحدَرات والهضاب، اسْتلقاء راعٍ مُتْعَب بين أغنامه الوادعة، المُطِلَّة ببساطة منازلها، وقناعة قاطنيها، على مدينة جُبيْل الساحلية، أقلَّ حظّاً من رفيقاتها القرى الجبلية المنتشرة كالعرائس الخضراء على صدْر لبنان وأطْرافه، فمع استحْواذها على مناخ معْتدل وامتيازها بعذوبة مياهها وفتْنة أوديتها، بدَتْ على ذلك المرتفَع الخلاّب، وأمام تلك الشواطى الساحرة، كجنّيّة حسْناء، أرْسلتْها ربَّةُ السُّحُبِ والفصول، لتسْتَنْبت الأشْجار المثْمرة والمواسِم الوافرة، وتتفرَّجَ بخُيلاء علَى مسارح البَحْر الّذي لا ينام، وتتبرّجَ بزينتها وعُطورها أمام أُفْقه السَّاجد بغيْر انْقطاع أمام وجْه الأبديّة.