يتحفز الطفل منذ نهاية السنة الأولى من عمره إلى التعرف على العالم من حوله، وفي السنة الثانية يبدأ محاولة التخاطب مع المحيطين به، حيث تصل حصيلته اللغوية في سن السنتين إلى حوالي 50 كلمة، وفي منتصف السنة الثالثة يتوفر على 400 كلمة، وعند اكتمال الثالثة يصل رصيده من الكلمات إلى 1000 كلمة، وتبدأ محاولاته لتركيب الكلمات، ويصبح كلامه مفه...
قراءة الكل
يتحفز الطفل منذ نهاية السنة الأولى من عمره إلى التعرف على العالم من حوله، وفي السنة الثانية يبدأ محاولة التخاطب مع المحيطين به، حيث تصل حصيلته اللغوية في سن السنتين إلى حوالي 50 كلمة، وفي منتصف السنة الثالثة يتوفر على 400 كلمة، وعند اكتمال الثالثة يصل رصيده من الكلمات إلى 1000 كلمة، وتبدأ محاولاته لتركيب الكلمات، ويصبح كلامه مفهوماً بنسبة 80% وفي الرابعة من عمره يتقن اللغة.إنه يتأمل الوجوه والأشياء، وتستثير ذهنه الأحداث والوقائع التي تجري في محيط إدراكه، ويزداد اندفاعه الذاتي للتعرف على ما حوله، ولاستكشاف الأمور التي يلاحظها، فينهال على والديه والقريبين منه بالأسئلة عن كل شيء وأي شيء، وينجذب نحو من يحدثه ويتفاعل معه، مما يوفر أفضل فرصة لتربية وتنمية مداركه وقدراته، فإذا نشأ في أحضان عائلة واعية، تدرك أهمية هذه الفترة في تأسيس شخصية الطفل وبناء كيانه النفسي والعقلي والسلوكي، فإنها سنحرص على استثمار هذه المرحلة، والاستفادة من حالة الفضولية وحسب الاستطلاع عند الطفل، باتجاه تفجير مواهبه وطاقاته وتنشيط مواهبه الذهنية وتوجيه سلوكه وميوله النفسية، وغالباً ما يترعرع الأطفال النوابغ والموهوبون في مثل هذه الأجواء التربوية المشجعة، بينما يتضايق بعض الكبار من أسئلة أطفالهم، ويقمعون لديهم هذه الحالة الطبيعية أو يستهينون بها، وقد يكون انشغال الوالدين سبباً رئيساً في عدم التوجه لتنمية قدرات الطفل ومواهبه.إن التخاطب مع الأطفال ومحادثتهم بالإضافة إلى دوره في تنمية كفاءاتهم فإنه يوفر لهم زحماً معنوياً كبيراً، فالطفل عند ما تقبل عليه وتحادثه يشعر بالثقة والاعتزاز والاحترام، بينما تجاهلك له وإعراضك عنه يمزق مشاعره، ويخرج أحاسيسه. من هنا يحتل أدب الأطفال مكانة هامة لدى المجتمعات المتحضرة، ويلفتنا القرآن الكريم إلى أهمية التخاطب مع الأبناء عبر نقله لحديث لقمان التربوي المفصل الذي وجهه لابنه.والأديب الناجح هو الذي يستطيع أن يربط بين الأعمال التربوية وبين الحاجات الحقيقية للصغير في حدود القيم النبيلة ودفعه للتكيف وفق البيئة في حدود عمره ودرجة نموه ونضجه كي يمكنه من إكسابه الخبرات التربوية والوجدانية التي تساهم في اكتساب المفاهيم المختلفة بما يعمل على تكامل نمو الصغير وتنمية اتجاهاته نحو العقيدة والمجتمع والوطن.والشاعر عقيل بن ناجي المسكين اجتهد في توصيل رسالة تربوية وتثقيفية للصغير من خلال محادثته بما يناسب قدراته ومداركه عن الوعي الاجتماعي والفضائل الذي تضمنه ديوانه (من ألحان الزهور) وقد احتوى على اكثر من أربعين منظومة منها: أرجوزة الفجر -أماه -لا تسرع يا بابا -حروف الضاد -قلمي -في بيتنا مكتبة -حديقة المنزل -السحاب يداعب نور الشمس -في رياض المسجد -الساحل الجميل -النسر المغرور -المصورة -إسلامنا العظيم -بلادي -أمير الشهداء -الحاسب الآلي وغيرها...