من ذا الذى أخرج وردتى من جمرها لتصعد وتترد الزعقة الصرخة الأسيانة، الملتاعة، فى وجه الأبدية، مشهرًا كتاب الموت بيمينه وكافة كينونته تواجه الحياة وتتعلق بها، وتحاول النفاذ إلى أسرارها، لا .. لن تفلت الملامح بين ثانيتين ، بين لحظتين، لن يلحقها العدم، ولأن الشاعر مدرك، واع لحتمية المصير، فإنه يقاوم بالشعر ، يتشبث بالأم نوال عيسى ال...
قراءة الكل
من ذا الذى أخرج وردتى من جمرها لتصعد وتترد الزعقة الصرخة الأسيانة، الملتاعة، فى وجه الأبدية، مشهرًا كتاب الموت بيمينه وكافة كينونته تواجه الحياة وتتعلق بها، وتحاول النفاذ إلى أسرارها، لا .. لن تفلت الملامح بين ثانيتين ، بين لحظتين، لن يلحقها العدم، ولأن الشاعر مدرك، واع لحتمية المصير، فإنه يقاوم بالشعر ، يتشبث بالأم نوال عيسى التى لم يكف عن مخاطبتها فى محاولة إنسانية نادرة ونبيلة لم يكف عن مخاطبتها فى محاولة إنسانية نادرة ونبيلة منذ أن أودعته المصير طفلاً، ثم لحقت بها الأخت، وكلتاهما الأصل والمنبت، من رحيل فى الكون ، إلى رحيل فى المعانى ينشد الشاعر كتابه الملتاع، وليس صدفة أن هذه المقاطع التى لم تنته سطرت ما بين القاهرة والشاطئ العربى للمحيط الهادى، تسع وتسعون مقطوعة تحاكى حبات المسبحة دائمة الحركة، دائمة الصعود والتوق، مستمرة النزول تابعة للمعنى ، يستنطق الحروف يستغيث بدلالتها ، بمعانيها ، بأسرارها ، لعلها تدل ، لعلها تبلغ عنه وله، تؤطره وتحمله فى رحلة التياعة وشوقه ، تساعده على إدراك جوهر البقاء وأرسرار الفناء لعل وعسى، هكذا يطرق أحمد الشهاوى آفاقًا جديدة فى تجربته الشعرية شديدة الخصوصية، بالغة الدلالات، بعيدة المرامى. كتاب فى أسرار الحياة ودفء الأبدية وعذوبة المطلق، لا يدرك الشىء إلا بنقيضه، لذلك يشير عنوانه إلى مضمون آخر لعلنا نبلغه من خلال هذا الإنشاد المتدفق الذى يطمح إلى إدراك الوصول ، والسفر المجىء والذهاب، وسنردد مع معاناة الرحلة وعذوبتها حكمة الشهاوى.