الإنسان ذلك الكائن المجهول الذي حير العقلاء والمفكرين فلم يصلوا إلى حقيقته التي تختفي وراء حجب كثيفة، فاكتفوا بملاحظة سلوكه وما يصدر عنه من تصرفات وأعمال لعلعم يدركوا كنه طبيعته. غير أن حقيقة هذا الإنسان أكبر من أن يحيط بها الأفهام وتدركها الأبصار. والمؤلف هو أحد هؤلاء المفتونين بمعرفة طبائع هذا الكائن وحقيقته يقوم في كتابه هذا ...
قراءة الكل
الإنسان ذلك الكائن المجهول الذي حير العقلاء والمفكرين فلم يصلوا إلى حقيقته التي تختفي وراء حجب كثيفة، فاكتفوا بملاحظة سلوكه وما يصدر عنه من تصرفات وأعمال لعلعم يدركوا كنه طبيعته. غير أن حقيقة هذا الإنسان أكبر من أن يحيط بها الأفهام وتدركها الأبصار. والمؤلف هو أحد هؤلاء المفتونين بمعرفة طبائع هذا الكائن وحقيقته يقوم في كتابه هذا ما توصل إليه بعد البحث المضني الذي استغرق سنوات طويلة.وقد خلص إلى أن بني الإنسان لهم طبيعة إنسانية واحدة، لكن سلوك بني الإنسان هو الذي يميز بين فرد وآخر، واختلاف السلوك هذا ناشئ عن هذه الطبيعة الواحدة وكيفية تفاعلها مع الحياة. وبعد أن يحدد الكاتب مفهوم الحياة يمتقل للبحث في كل ظاهرة من ظواهر الحياة وأثرها على السلوك الإنساني ومدى تأثير ذلك على الطبيعة الإنسانية أو تأثره بها ويخلص المؤلف من مناقشاته إلى أن المرض والموت هما من أكثر الأمور تأثيراً على السلوك الإنساني لأنهما يهددان حب الحياة الذي هو لبنة أساسية في الطبيعة الإنسانية وبرأيه فإن قواعد السلوك في المجتمع مع اختلافها من مجتمع إلى آخر ليست ثابتة في المجتمع ذاته ما لم تكن متخذة من تعاليم دينية ثابتة.