يقول ابن القيم رحمة الله عند تفسير قوله تعالي:﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ (الرعد:11). إن الله ...
قراءة الكل
يقول ابن القيم رحمة الله عند تفسير قوله تعالي:﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ (الرعد:11). إن الله لا يغير ما بقوم من الكروب حتى يغيروا ما بأنفسه م من الذنوب فلا يكون التغير إلا بعد التغيير فبظلمنا وذنوبنا صبت علينا المظالم وهكذا ينتقم الله من الظالم بالظالم.وقال تعالي ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ [الشورى:30]. قال أبو حاتم:بلغني أن الحسن البصري قال لما نزلت هذه الآية قال رسول الله والذي نفس محمدٍ بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو عنه كان أكثر. والأمثلة في كتاب الله عز وجل علي مثل هذا لا تحصي ففي كل آية عبرة وفي كل مثل ساقه الله عن الأمم السابقة بلاغ وذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد والإعراض عن الله عز وجل والانشغال بالدنيا وحدها له نتائج وخيمة مظلمة تسوق إلي الهلاك والدمار وتنزل معها صواعق العذاب الهون التي تدمر كل شيء أتت عليه ولما كانت هناك دوافع تدفع الإنسان إلي المعاصي وتزين له الآثام حتى يقع فيها فإذا وقع فيها هان علي الله وسقط من عينه وتركه إلي نفسه والشيطان والهوى وحب الدنيا يتخبط بينهم خبط عشواء ولا يجد إلا التيه والضلال لذلك أردت أن أذكر كل مسلم غيور علي دينه خاصة وأننا أصبحنا عرضة للكوارث الداخلية والهجمات الخارجية بكل أنواع الهجوم وبكل سلاح إلا لسلاح العسكري وما أضعفه. تأمل الكاتب حال المسلمين، وأخذ يبحث عن الأسباب فوجد سبباً واحداً هو الذي أدي إلي ما نحن فيه من الذل والهوان ألا وهو المعاصي والذنوب فكتب الكاتب فيها ما تقرءون في هذا الكتاب.