يؤكِّد الدكتور رشاد عبدالله الشامي في كتابه المعنْون: "إشكاليَّة اليهودية في إسرائيل" على أنَّ مشكلة الهويَّة من أعْقد المشكلات التي تواجِه في العصْر الرَّاهن الكثيرَ من الشعوب والمجتمعات الحديثة منها، أو ذات الأصول الحضارية القديمة، أو حتَّى تلك التي تَفْتقد الانتماء الحضاري القديم على حد سواء.ومسألة الهوية هي من المشاكل التي ت...
قراءة الكل
يؤكِّد الدكتور رشاد عبدالله الشامي في كتابه المعنْون: "إشكاليَّة اليهودية في إسرائيل" على أنَّ مشكلة الهويَّة من أعْقد المشكلات التي تواجِه في العصْر الرَّاهن الكثيرَ من الشعوب والمجتمعات الحديثة منها، أو ذات الأصول الحضارية القديمة، أو حتَّى تلك التي تَفْتقد الانتماء الحضاري القديم على حد سواء.ومسألة الهوية هي من المشاكل التي تسبِّب إزعاجًا لليهود منذ أكثر من قرنين من الزمان، لقد عاش اليهود في أرجاء الشَّتات اليهودي، وخاصَّة في كلٍّ من غرب وشرق أوربا ووسطها في إطار منْعزل عن المجتمعات التي يعيشون فيها، في أحياء خاصة بهم، عُرِفت باسم "الشتتل" (المدينة الصغيرة)، على أنَّ إشكالية الهوية بدأت بالنسبة لليهود مع عمليَّة "العَلْمنة" في بداية القرن الثامن عشر، عندما قامت حركة التَّنوير اليهودية بإزاحة الدِّين اليهودي من موقعه كمحدد رئيسي لمسألة الانتماء بين اليهود، وطرحت مبدأ: "كن يهوديًّا في بيتك، وإنسانًا خارج بيتك".