نبذة النيل والفرات:كثيرة هي الكتابات حول العولمة، وقليلة هي الكتابات الجزيئة حول تأثير العولمة في الواقع العربي... ذلك أنها فكرة لم تتبلور بعد عند الكثيرين من أبناء العروبة الذين دخلوا ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة، فيكف بهؤلاء الذين لا يزالون يعيشون بعيداً من الأضواء والتأثيرات التي تجري سواء على صعيد محلي أم على صعيد عالمي...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:كثيرة هي الكتابات حول العولمة، وقليلة هي الكتابات الجزيئة حول تأثير العولمة في الواقع العربي... ذلك أنها فكرة لم تتبلور بعد عند الكثيرين من أبناء العروبة الذين دخلوا ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة، فيكف بهؤلاء الذين لا يزالون يعيشون بعيداً من الأضواء والتأثيرات التي تجري سواء على صعيد محلي أم على صعيد عالمي.."أثر العولمة في الثقافة العربية" للصديق "الدكتور حسن العايد" كتاب جديد يدق أديم العرب وبالتحديد الثقافة العربية، خطوات جرئية في صميم الوعي العربي المعاصر تطرح السؤال المصيري حول جملة من القضايا التي ارتبكت مفاهيمها: حول التراث والموقف منه والثقافة العربية الراهنة ما لها وما عليها وحول التأثيرات المتسارعة فيها..وما يبحث فيه الدكتور العايد هو دخول في عمق القضية الثقافية التي أحاطت بوجودنا من كل جانب وملأت علينا تفكيرنا وسلوكنا، فلم نعد ندري من نتاج أية ثقافة نحن.. ذلك أن الدلائل تشير إلى تخطي الأطر المحلية والخروج من دائرة الذات إلى ما هو كوني.. وهو ما يحصل في ومننا اليوم، زمن العولمة والثقافات الجاهزة لتدخل في بيت وتتجذر في كل نفس.. وهو زمن استعماري من نوع جديد، يزاحم زمن الشعوب ويحاول إقناعها بكل السبل بجدواه.ذلك هو التحدي الذي يبرزه كتاب "أثر العولمة في الثقافة العربية" تحد برز أمام الثقافة العربية التي تمتاز بخصوصيتها وأن ثمة أشياء ثمينة فيها ينبغي أن تخاف عليها..وجديد الدكتور العايد أنه يدخل إلى عمق القضية الثقافية، ليظهر أن العرب لم يكونوا في يوم من الأيام دعاة قوقعة واعتكاف، بل أصحاب انفتاح.. وعليهم أن يتلقفوا العولمة ويدخلوا فيها بحذر شديد حتى يصبحوا في مأمن من ولاتها وسوءاتها.. والعرب أيضاً هم دعاة الوحدة الإنسانية عملوا من أجلها وتفانوا من أجل السلام.. ولا ضير في أن تكون العولمة حاملة المواقف الإيجابية لمنفعة الإنسان بدل الافتئات على الآخرين وتهديد وجودهم ومصادرة ثقافاتهم وخصوصياتهم وثرواتهم على أنواعها المختلفة. مع ما يرافق ذلك من ادعاءات تسوغ لقطب العولمة الرئيس أن يضع ما يشاء الرئيسي لا سيما في حسبانه أن المسؤول عن التخلف في البلدان النامية وعدم نموها الاقتصادي والاجتماعي لم يكن الاستعمار وإنما شخصيتها القومية وحضارتها.وما بين أيدينا جانب مهم من جوانب حياتنا الثقافية، يتناوله الدكتور العايد من الزاوية الأكثر أهمية فيه، ألا وهو أثر العولمة في الثقافة العربية.. وهو يتناولها في مظاهر مختلفة تعد أساسية في المجتمعات الإنسانية لا سيما العربية، وأبرزها التكنولوجيا والاقتصاد والسياسة والإعلام والمظاهر الثقافية الأخرى ويهيل عليها طابعاً تحليلياً ينطلق مقولات أصبحت رائجة في زمننا من مثل: صراع الحضارات وطور الثقافات والغزو العولمي للثقافة والتبعية الثقافية واندماج الثقافات والهوية الثقافية والثقافة الاستهلاكية..