قبل أواخر الخمسينات أصدر راشد حسين مجموعـتين شعريتين هما "مع الفجر" و"صواريخ". وعلى الرغم من الشعور بالإحباط الذي كان يلف الشعب الفلسطيني في تلك الأيام، فقد آمن شاعرنا بالفجر وأصر على الإيمان بأن الإنسان، في طبيعته، خير وطيب، وبأن قانون الحب والإنسانية لا بد وأن ينتصر.كان دائماً يرصد الأحداث في الخارج بحثاً عن بارقة أمل. وجدها ف...
قراءة الكل
قبل أواخر الخمسينات أصدر راشد حسين مجموعـتين شعريتين هما "مع الفجر" و"صواريخ". وعلى الرغم من الشعور بالإحباط الذي كان يلف الشعب الفلسطيني في تلك الأيام، فقد آمن شاعرنا بالفجر وأصر على الإيمان بأن الإنسان، في طبيعته، خير وطيب، وبأن قانون الحب والإنسانية لا بد وأن ينتصر.كان دائماً يرصد الأحداث في الخارج بحثاً عن بارقة أمل. وجدها في معركة السويس، وفي انبثاق حركة عدم الانحياز. وسارع شاعرنا إلى تأصيل هويته، فكتب قصيدة "أنا من آسيا" معبراً عن إيمانه الراسخ بأن المضطهدين سيهبون لمواجهة آلة "الحضارة" الغربية الفاشية المتمثلة أمامه بالصهيونية.ومع ذلك، فقد تمسك راشد حسين بالسلام، وكره الحرب والقتل والدمار. كان يحلم بسلام عادل بعيداً عن الصهيونية، بعيداً عن القتل والاغتصاب، غير أنه كان يدرك في أعماقه بأن يده الممتدة لن تجد من يصافحها. ففي عام 1958 كتب يقول: "إننا لا نخشى أن نقول أن حبنا لشعبنا هو حب يمتد ليشمل كافة الجماهير في الوطن العربي. أننا نشاركهم آمالهم في التحرر. وكعرب تحت نير الاحتلال، كفانا ما ذقناه من خبز أسود. ربما تكون بعض الطرقات قد مدت بين قرية وأخرى، غير أن الغبي فقط هو الذي لا يدرك بأن ذلك لا يعدو كونه قطعة حلوى تستخدم لاغراء السذج والأبرياء… إننا نواصل الحياة في عالمين منفصلين.. ولو كان الحائط الذي يفصلنا من زجاج لكسرناه، ولو كان من صخر وأسمنت لهدمناه أو تخطيناه.. غير أنه حائط غير مرئي".