بينما كنت أقرأ في أحد كتب الحديث الشريف، فلفت نظري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا) أو (ليس مني) فجال في خلدي سؤال: لماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليس مني)؟، وماذا تعني هذه الكلمة؟، والتي في ظاهرها شيء عظيم، فشدني خاطر أن أبحث فيها قاصداً سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبناء التربوي، مسترشدًا بقول...
قراءة الكل
بينما كنت أقرأ في أحد كتب الحديث الشريف، فلفت نظري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا) أو (ليس مني) فجال في خلدي سؤال: لماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليس مني)؟، وماذا تعني هذه الكلمة؟، والتي في ظاهرها شيء عظيم، فشدني خاطر أن أبحث فيها قاصداً سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبناء التربوي، مسترشدًا بقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّني مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾:فوجدت وللوهلة الأولى أن ضرر هذه الأفعال الموصوفة بقوله - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا) لم يكن محصورًا بفرد معين أو مجموعة معينة، وٕانما يتعدى إلى الآخرين سواءٌ كانوا أفراداً أو جماعات أو المجتمع بأسره لو تفشت وعميت، وثانياً: فإن أغلب هذه الأفعال - إن لم يكن جميعها - من فعل الجاهلية قبل الإسلام أو من فعل اليهود، أو من فعل النصارى أو غيرهم من الملل الكافرة الذين نهانا الشرع الحكيم أن نتشبه بهم. فنبينا - صلى الله عليه وسلم - حريص على أن يقوم مجتمعنا الإسلامي على أساس متين وقوي ومتماسك، بحيث تكون لبناته من نور وهدى وتقوى، لكي يرتفع البناء وينال أفراده الراحة والأمن والسلام، وعندئذ تتحطم أمامه كل موجة عاتية، وكل تيار جارف مهما كان نوعه وفكرته وأسلوبه.