حينما دخل أربعة أمريكيون إلى الفلوجة فى سيارتى جيب باجيرو كان المجاهدون العراقيون فى مدينة المساجد بانتظارهم.. ومنذ أن دخلت القافلة الأمريكية حدود المدينة، لفت الأمريكيون الأنظار... كانوا يقودون مركبات SUV ويتباهون بنظارات شمسية تلتف حول الرءوس وقصات شعر توم كروز. وبعد دخولهم الفلوجة، بدأت سيارتاهما الجيب تتباطآن.. وحينما توقفت ...
قراءة الكل
حينما دخل أربعة أمريكيون إلى الفلوجة فى سيارتى جيب باجيرو كان المجاهدون العراقيون فى مدينة المساجد بانتظارهم.. ومنذ أن دخلت القافلة الأمريكية حدود المدينة، لفت الأمريكيون الأنظار... كانوا يقودون مركبات SUV ويتباهون بنظارات شمسية تلتف حول الرءوس وقصات شعر توم كروز. وبعد دخولهم الفلوجة، بدأت سيارتاهما الجيب تتباطآن.. وحينما توقفت مركباتهم قذف بقنبلة يدوية على الجيب الخلفية، ثم تبعها سيل من نيران المدافع الرشاشة. اندفعت الطلقات مخترقة جانب الجيب الخلفية كما يتخلل الملح الثلج وأصابت الرجلين بداخلها بجراح قاتلة... سرعان ما ألتفت ألسنة اللهب حول السيارتين، وسحبت جثث الأمريكين المتفحمة خارج السيارتين وقام الرجال والصبية، حرفياً، بتمزيقها إربا. وأمام كاميرات التلفزيون حمل شاب لافتة صغيرة عليها شعار جمجمة وعظمتين وكتب عليها بالإنجليزية "الفلوجة مقبرة الأمريكين"، علقت الحشود بقايا الأمريكين المتفحمة من كوبرى على الفرات، حيث ظلت هناك لساعات عديدة، صورة أيقونية مخيفة شوهدة على شاشات التلفزيون فى أنحاءالعالم.وفى الصباح التالى، استفاق الأمريكيون على أنباء أعمال القتل الدموية تلك. كان عنوان الصحف الرئيسى النمطى "غوغاء العراق يشوهون أربعة مدنيين أمريكيين، كانت الصومال كثيرا ما تستدعى، فى إشارة إلى الواقعة التى حدثت فى أكتوبر 1993، حينما أسقط الثوار فى مقديشو طائرات شراعية بلاكهوك، وقتلوا ثمانية عشر أمريكياً، وسحلوا بعضهم فى الشوارع، مما حفز الولايات المتحدة على سحب قواتها. لكن، وبخلاف الصومال، لم يكن الرجال الذين قتلوا بالفلوجة أفراداً فى جيش الولايات المتحدة. ولم يكونوا مدنيين كما ذكرت كثير من الوسائل الإعلامية. كانوا جنودا خاصين ذوى تدريب عالٍ أرسلتهم إلى العراق شركة سرية للمرتزقة مقرها كارولانيا الشمالية. اسمها: بلاكتووتر يو إس إيه.